الغردقة ـ فلسطين اليوم
حرمنا من الشواطئ، والبحر حرام على المصريين حلال للأجانب، هكذا عبّر أبناء مدينة الغردقة عن استيائهم من ارتفاع أسعار المنتجعات السياحية، في حين تقدم لـ "السائح الأجنبي" برخص التراب على حد وصفهم.
مساحات شاسعة تستأثر بها محافظة البحر الأحمر، لتُشيد عليها قرى ومنتجعات سياحية بطول شواطئها الساحرة، على امتداد البحر الأحمر، ما تسبب في حجب رؤية الأهالي للبحر والاستمتاع به، خاصة مدينة الغردقة، وعجز أبناء المدينة عن دخول تلك المنتجعات نظرًا لارتفاع أسعارها، مقارنة بالسائح الأجنبي الذي يدفع حوالي 20 دولار في الليلة، في مقابل 800 جنيه للمصري.
يقول أحمد محمود من أبناء الغردقة: إننا حرمنا من شاطئ البحر بسبب تخطيط خاطئ وعشوائي من مسؤولي البحر الأحمر السابقين حيث انفردت كل قرية ومنتج سياحي بمساحة على البحر، مباشرة وكان النصيب الأكبر لتلك المنتجعات التي بدأت مع بداية السياحة بالبحر الاحمر، حيث بلغت مساحة بعضها على شاطئ البحر أكثر من ألف متر، وشيّد كل منتجع أسوارًا حول بناياته.
وأضاف على حمدي محاسب من مدينة الغردقة أن السائح الأجنبي يتمتع بالبحر والمياه والشواطئ أكثر من سكانها وزوّارها من السياح المصريين، فسعر الإقامة للمصري يصل إلى 700 و800 جنيه في الفنادق الـ 4 نجوم، فيما لا يزيد سعر الغرفة للسائح الأجنبي عن 20 دولار.
وأشار أحمد الهوارى خبير سياحي، إلى أن السياحة الداخلية كثيرًا ما تنقذ السياحة المصرية بشكل عام في أزماتها وهي طوق النجاة دائما من الغرق، وسرعان ما تتمرد القرى والمنتجعات السياحية بعد أي تحسن برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه للسائح المصري، وهو ما يفسره البعض بالتطفيش، فيما يرى بعض ملاك المنتجعات السياحية أن السائح المصري أكثر استهلاكا من الأجنبي في كافة الخدمات الموجودة بالفندق وهذا الكلام غير واقعي فالسائح الروسي دائما ما يكون أكثر استهلاكا من المصري في أغلب الأحيان.
وعلق أحمد حامد مدير فندق سياحي وأحد الخبراء السياحين إنه يجب عمل عروض وأسعار مناسبة للسائح المصري، فكثيرًا ما تلجأ ادارت الفنادق لرفع الأسعار للمصريين وتخفيضها للأجانب، بسبب أن الشركات التي تقوم بالحجز للأجانب تحجز عددًا معينًا من الغرف، وتلتزم بدفع تكلفتها طوال السنة أي أن هناك ضمانًا للتشغيل، ما يجعل كل المنتجعات تتسارع لعرض أسعار مميزة للشركات التي تقدم خدمتها للأجانب.
وأوضح أنه يمكن أن يتم تعديل تلك الأمور وتنظيمها وتقديم عروض للسائح المصري من خلال تطبيق منظومة تشمل أسعار مميزة للمجموعات وفي أوقات مختلفة من السنة، حيث يعرف عن السائح المصري سائح موسمي، وأغلب حجوزاته خلال الأعياد والمناسبات والإجازات.
من جانبه قال أحمد مصطفى رئيس هيئة تنشيط السياحة إن هناك تعليمات بصفة دورية على إدارات الفنادق والمنتجعات السياحية، لتقديم عروض ومميزات للرحلات الخاصة بالسياح المصريين للمساهمة في دعم السياحة الداخلية، التي تدعم دائما السياحة المصرية في وقت الأزمات، وأن إدارات الفنادق تقدم تلك العروض للمجموعات الكبيرة والرحلات الخاصة بالأعداد الكبيرة.
أما الحجوزات الفردية فتكون أسعارها أغلى، موضحًا أن هناك الكثير من عدم الالتزام من بعض الفنادق خاصة وان هناك اعتقاد بأن السائح المصري أكثر تكلفة من غيره بالإضافة إلى أنه سائح موسمي، وهو غير حقيقي لذلك هناك خطة خلال الفترة القادمة لعمل برتوكولات تعاون مع الفنادق للتأكيد على العروض المميزة للمصريين خلال فترات الإجازات والمواسم.