فيينا _ فلسطين اليوم
تتحول منطقة التزلج على الجليد فارت شروكين بولاية فورآرلبرغ النمساوية خلال فصل الصيف إلى مقصد لعشاق الإثارة والمغامرة، إذ أنها توفر للسياح فرصة رائعة لممارسة رياضة "كانيونينغ" وتسلق الجبال بواسطة الحبل أو التسلق على الصخور.
ويمكن للمبتدئين أيضاً خلال هذه الجولات بصحبة المرشد السياحي الاستمتاع بأجواء الإثارة والمغامرة في أحضان الطبيعة.
وتسود أجواء باردة للغاية في الحوض الخاص بأحد الروافد النهرية بجبال الألب، وفي تلك الأثناء تقف المجموعة السياحية التي تضم، رجلين وثلاثة من السيدات، على حافة الصخور ويستعدون للقفز في المياه الكريستالية الرقراقة.
وبعدما قفز السياح في الماء استشعروا مدى البرودة الشديدة للمياه، على الرغم من ارتداء بدلة غوص وجوارب مصنوعة مادة النيوبرين، بالإضافة إلى أحذية رياضية وطقم تسلق الصخور وخوذة لحماية الرأس.
وتعرف هذه المغامرة الرياضية في منطقة فارت شروكين بولاية فورآرلبرغ النمساوية باسم رياضية كانيونينغ، حيث ينزلق أعضاء المجموعة السياحية الواحد تلو الأخر على الصخور الزلقة بسبب المياه إلى الحوض التالي.
وأوضح المرشد السياحي خلال ممارسة رياضية كانيونينغ يورغ أنه "بالنسبة لي لا تعتبر هذه الرياضة نوعاً من رياضات المغامرة، ولكنها تتيح للسياح الاستمتاع بمعايشة طبيعية رائعة".
وحتى يتمكن المرشد السياحي من السيطرة على جميع أعضاء المجموعة السياحية أثناء الجولة التي تمتد لحوالي ساعتين مع عدم وقوع حوادث، فإنه يقدم للسياح بعض الإرشادات والتعليمات قبل النزول إلى الماء، ويتدرب السياح على كيفية الهبوط من القمم الجبلية بواسطة الحبل من إحدى الشرفات.
وأوضح يورغن ذلك للسياح بقوله: "يجب وضع الأقدام في الجدار، ثم الميل إلى الخلف، وبعد ذلك يجب النزول على الحائط ببطء".
بالإضافة إلى أنه اتفق مع المجموعة السياحية على لغة إشارة، نظراً لصعوبة الحوار والمحادثة بين المجموعة السياحية عند الاقتراب من شلالات المياه المندفعة والمتسارعة، ومن ضمن هذه الإشارات، رفع إصبع الإبهام إلى أعلى للتأكيد على أن الوضع على ما يرام، أما وضع اليد بشكل متقاطع فوق اليد الأخرى المستوية فإنه يشير إلى ضرورة توخي الحذر، نظراً لوجود سطح زلق.
وعندما يقوم المرشد السياحي بفرد كف اليد في مواجهة المجموعة السياحية، فإنه يتعين عليهم التوقف فوراً، وبطبيعة الحال فإن الهبوط من القمم الجبلية إلى الماء بواسطة الحبل تعتبر أكثر صعوبة مقارنة بالتدريب من سقف الشرفة، وخلال هذه الجولة يمر السياح على ستة شلالات، التي تمتاز بجدران زلقة بسبب الطحالب والأعشاب البحرية.
وينصح يورغن المشاركين في هذه الجولة قائلاً: "من الأمور المهمة أن تكون نشطاً، ولا تكن مثل الكيس الرطب المعلق في الحبل".
وعندما يصل المستلقون إلى أسفل يتعين عليهم فك الخطاف من تجهيزة الأمان، وبالتالي يتمكن السياح من السباحة في الماء وتسلق الصخور.
وإلى جانب رياضة كانيونينغ وتوفر منطقة فارت شروكين للسياح فرصة الانطلاق في جولات المشي لمسافات طويلة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
أما عشاق الإثارة والمغامرة فيمكنهم الاستمتاع بركوب التليفريك الفردي فلاينغ فوكس، وتزخر المنطقة بستة كابلات فولاذية ممتدة فوق الوديات وعبر الغابات.
الثعلب الطائر
ويجلس السائح في حزام التسلق وينطلق على ارتفاع يتراوح ما بين 20 و 90م فوق الوديان والجداول المائية المتسارعة، ويمر في بعض الأحيان فوق الأشجار والشجيرات.
وعلاوة على ذلك يمكن للسياح الاستمتاع بجولة تسلق لقمة جبل كارهورن المثيرة للغاية، وتمتاز هذه القمة الجبلية بمستوى صعوبة (أيه بي)ـ وبالتالي فإنها مثالية للمبتدئين في تسلق القمم الجبلية.
ويصعد السياح إلى المحطة الجبلية عن طريق تليفريك "شتيفي زالب بان"، وبعد ذلك يسير السياح حوالي ساعة في اتجاه كارهورن للبدء في رحلة التسلق، بعدما يقوموا بارتداء أطقم التسلق والخوذ لحماية الرأس.
وعندئذ أوضح كريستيان بعض التعليمات الهامة التي ينبغي اتباعها أثناء التسلق قائلاً: "بغض النظر عن المكان الذي تتواجد فيه يجب أن يكون الخطاف مربوطاً في الحبل دائماً، وعند التسلق يجب ربط خطافين في الحبل".
وتنطلق جولة التسلق في البداية لارتفاع 250م فوق ممرات حادة في بعض الأحيان، ولكن بشكل عام توجد حافة صغيرة يمكن للمتسلق الإمساك بها.،وإذا لم تتوافر هذا الحافة فإن كريستيان يدعم المبتدئين قائلاً: "اتجه إلى اليمين بعض الشيء، وهناك ستجد حافة يمكنك الإمساك بها بشكل أفضل".
وبعد أقل من ساعتين وصلت المجموعة السياحية إلى قمة جبلية على ارتفاع 2416م، وهنا استمتع السياح بإطلالة رائعة على المناظر الطبيعية المحيطة.
القمم السبعة
وإذا لم يقتنع السياح بمثل هذه المغامرات، فإن منطقة فارت شروكين تشهد حدثاً خاصاً في يوم 7 سبتمبر (أيلول)، حيث يتم تنظيم جولة القمم السبعة "Seven Summits Tour"، والتي يتعين على السياح فيها تسلق سبع قمم جبلية وقطع مسافة 48 كلم والصعود لارتفاع 5000 م، وتستغرق هذه الرحلة المثيرة حوالي 20 ساعة، للاستمتاع بأجواء الإثارة والمغامرة فوق القمم الجبلية.
ويصل بعض السياح إلى نهاية الجولة في وقت متأخر ما بعد الظهيرة، في حين لا يصل البعض الآخر إلا مع حلول الظلام.
وأوضح يورغن قائلاً أن هذا التباطؤ لا يرجع إلى مدى السرعة أثناء التسلق، ولكنه يرتبط بمعايشة أجواء المغامرة والإثارة على القمم الجبلية.