بحيرة "بركة العرائس"

تعتبر بركة العرائس الواقعة في الوادي الفاصل بين منطقتي ملكا والمخيبة التابعتين لبلدية خالد بن الوليد في لواء بني كنانه من أهم المناطق السياحية في المنطقة نظرا لوجود مناظر طبيعية خلابة حول البركة القديمة واطلقوا عليها ام العرايس .

بركة «العرائس» تعد بحق بحيرة طبيعية حقيقية ونادرة في شمال المملكة  ، وتبلغ مساحة مسطحها المائي عشرة دونمات من الارض، فيما تصل مساحتها مع ما حولها من الارض الى اثنين وثلاثين دونما،ويقدر عمقها باكثر من خمسين مترا .
وبركة العرايس «البحيرة»  تقص وتروي حكايات العرائس من اللواتي كن يستحممن في البركة قبيل ليلة الزواج، وكن يستعملن منقوع نبات الطيون العطري في آخر مرحلة من الاستحمام لتظل رائحتهن زكية فترة طويلة.

وتعد بحيرة «العرائس» مكانا طبيعيا لعشاق البيئة والراغبين بالتنزه ،لتميز موقعها الفريد الخاص للاستجمام والسياحة الترويحية ، ومستودعا حيا للتنوع الأحيائي في الأردن، وتستحق من كل الجهات حمايتها ورعايتها وتسميتها محمية طبيعية لتضاف إلى المحميات الطبيعية القائمة على ثرى الأردن.

ويعد هذا الموقع من اهم المواقع السياحية في الاردن، لوقوعه على طريق الطيور المهاجرة ،وعلى بعد 500 متر يجاورها نهر اليرموك ، ويحتضن أنواعا من الحيوانات النادرة والطيور مثل ثعلب الماء، وبومة السمك، والسلاحف النهرية والمائية، وهي من الاصناف النادرة والمهددة بالإنقراض، كما انها محطة استراتيجية لاستراحة العديد من أنواع الطيور خاصة الطيور المائية ، اضافة الى انها تمثل امتدادا طبيعياً لشرق النهر .

وتمتلك بحيرة «العرائس» خصائص وميزات طبيعية وتنوعاً في أشكال الحياة البرية والمائية، من بينها أنواع فريدة وأخرى مهددة بالانقراض، وتمتلك والمنطقة المجاورة لها جمالاً طبيعياً خلاباً خاصة في فصل الربيع، ،وهي مكان مناسب لهواة مراقبة الطيور والباحثين البيئيين.

وتكتسب البركة وما حولها جمالاً إضافياً عندما يجري اختيار طريق الوصول إليها من قرية ملكا، حيث توجد أشجار كثيفة من أشجار البلوط والزعرور والعبهر والقيقب وغيرها، إضافة الى أكثر من ألفي نوع من الأنواع النباتية العشبية التي تمثل إقليم البحر الأبيض المتوسط.
وتتمتع بخصائص تكاد تتفرد بها عن غيرها من بقية البرك الموجودة في مختلف مناطق اللواء ، إضافة إلى أنها مقصد للزوار من شتى مناطق المملكة وخصوصا في فصلي الربيع والصيف والتي تكثر فيهما الرحلات.
وأشار سكان المنطقة - ان عمق البحيرة بـ30 مترا، مشيرا إلى أن مصدر المياه فيها من الأمطار المتجمعة من الجبال المحيطة ومن نبع داخلي يبقي البحيرة متجددة طوال الوقت , مطالبا بضرورة العمل على  تأهيل البركة والاهتمام بها لتكون قبلة للمصطافين، ما يعود بالنفع على تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة.

ويقدر خبراء بيئيون أن أكثر من 100 نوع من الطيور تعيش على البركة من أبرزها صائد السمك الإزمرلي وصائد السمك الأبقع والرفراف ومالك الحزين الرمادي وبلشون الماشية والواق الصغير وبلشون الليل والبلشون الأبيض الصغير والزقزاق الشامي والزقزاق أبو ظفر والوروار الأوروبي والغرة ودجاجة الماء والغطاس وعدة أنواع من البط وغيرها الكثير.
ويحف بالبحيرة من الأطراف أغصان القصيب والأعشاب، بينما تنتشر في محيطها أشجار حرجية كالبلوط والسرو وغيرها من أصناف النبات، وخصوصا الأزهار التي تعتبر المصدر الأساسي لتربية النحل في لواء بني كنانة.

خبراء بيئيون
وكان مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية الدكتور أحمد ملاعبة أشار في تصريحات صحفية سابقة بأن الحفرة الغائرة تقع في منطقة عين العرايس، الواقعة بين بلدة ملكا ونهر اليرموك، أي على بعد 110 كم عن العاصمة عمان.
وتستقر المياه خاصة في فصل الشتاء أسفل الحفرة، مشكلة ما يشبه البركة في قاع الحفرة، وهو الأمر الذي شكل طوال الوقت حائلا دون اكتشاف ماهية هذه الحفرة، والتوصل إلى أنها حفرة غائرة.

ووفقا للدكتور الملاعبة فإن حفرة عين العرايس الغائرة تشكل دليلا على وجود مياه ساخنة في المنطقة، بل يرجح أن يكون وجودها يدل على وجود مواد عضوية كـ»الميثان»، أو»كبريتيت الهيدروجين»، التي يمكن أن تخرج من باطن الأرض، ويُحتَمل أن وجودها دليل على تشكل مصادر هيدروكربونية -نفط وغاز- في طبقات الأرض السفلى.
ويبلغ طول قطر الهوة من الداخل بحدود كيلو متر واحد وعمقها يتراوح بين 30 مترا على أطرافها، و50 مترا في منتصفها، وأما قطرها الخارجي، فمن المنتظر أن يقوم ملاعبة بزيارات أخرى قريبا لقياس طول هذا القطر، مع أنه يرجح أن يصل إلى حوالي 5 كم.
وفي دراسة للخبير البيئي درويش الشافعي يوضح بانه يوجد في البركة وما حولها معظم أنواع الزواحف المسجلة في الأردن مثل الحراذين والأوزاغ والعضيات والثعابين والأفاعي، أما الضفادع فيوجد منها نوعان هما: العلجوم الأخضر وضفدع المستنقعات وضفدع الأشجار.

كما يوجد فيها اكثر من مائة نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة مثل :صائد السمك الإزمرلي وصائد السمك الأبقع والرفراف ومالك الحزين الرمادي وبلشون الماشية والواق الصغير وبلشون الليل والبلشون الأبيض الصغير والزقزاق الشامي والزقزاق أبو ظفر والوروار الأوروبي والغرة (الكووت) ودجاجة الماء والغطاس وعدة أنواع من البط وغيرها الكثير.
ويحذر الشافعي من خطر القضاء على البحيرة اذا تم اهمالها من الجهات المختصة كما اصبح مهددا بالانقراض بعض انواع السلاحف المائية التي تنتمي لعائلة Bataguridae واسمها العلمي Mauremys rivulata، فهذه السلاحف محدودة الانتشار وتعاني من شح الغذاء وتتحسس من الملوثات البيئية.
وتكشف الدراسة للشافعي بان الثديات التي تتوفر في هذه البحيرة من الانواع النادرة مثل :النمس المصري والثعلب الأحمر والذئب وابن آوى والضبع المخطط وقط الغابات والقنفذ الأوروبي. علما بأن قط الغابات وثعلب الماء من الحيوانات المهددة بالانقراض.

متصرف اللواء
وبين متصرف اللواء زياد عيسى الرواشده «للدستور»  بأنه يكفي تباكيا على هذه البركة التي يجب على الجميع مؤسسات رسمية أو أهلية او افرادا ضرورة الإهتمام بها لما لها من أهمية حضارية وتاريخية ودينية وخلافها ، وأنه من الضرورة بمكان أن يتم تخصيصها للجهات التي يتوافر لديها رؤى وتطلعات وبرامج حقيقية قابلة للتطبيق كي تقوم بالعمل على تأهيل هذه البركة التاريخية ، وأن تنطلق من إعلاء وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الشخصية.
ويدعو جميع الجهات المختصة الى ضرورة ايلاء هذه البحيرة الطبيعية كل عناية واهتمام وحمايتها من خطر الجفاف اذا ما استمر الاعتداء عليها، وان تدرج ضمن المواقع السياحية الاردنية ضمن خارطة السياحة الاردنية.