أثينا - سلوى عمر
توقع خبراء السياحة أن تستعيد اليونان العام الجاري رواجها السياحي الذي كانت تشتهر به قبل أن تضربها الأزمة المالية الأخيرة، وتعتمد اليونان في ذلك على شواطئها المشمسة وآثارها التاريخية القديمة، ويضع المسؤولون في البلاد كل آمالهم على السياحة للخروج من حالة الركود الاقتصادي الخطيرة التي تعاني منها. ومن المتوقع أن يتدفق على اليونان هذا العام أعدادًا ضخمة من السائحين من ألمانيا وبريطانيا وروسيا وذلك في أعقاب عودة الاستقرار السياسي، ويقول رئيس هيئة السياحة اليونانية أندريا أندرياس ، إن دخل السياحة شهد ارتفاعا بنسبة 10 % هذا العام حتى الآن، ويأمل أندرياس في أن يصل الدخل إلى 11 مليار يورو أو أكثر في ظل توقعات بوصول عدد السياح إلى 17 مليون سائح هذا العام وهو رقم قياسي. وإذا تحققت توقعات هيئة السياحة اليونانية فإن دخل السياحي سوف يعود من جديد إلى مستوياته العالية التي كان عليها في 2009 قبل أن تغرق البلاد في أزمتها المالية وما أعقبها من احتجاجات وأحداث عنف على نحو دفع بالسائحين بالإحجام عن زيارة اليونان. وقام أصحاب الفنادق والمطاعم وكافة الأنشطة التجارية المرتبطة بالسياحة بخفض أسعارهم وزيادة مستويات الخدمة السياحية في محاولة للصمود أمام الأزمة المالية وفي محاولة لإغراء السائحين بزيارة اليونان، ويقول أندرياس، إن إقامة السائحين فترة أطول يعني مزيد في الإنفاق ومن شأن ذلك أن يساعد على زيادة الدخل السياحي عامًا بعد عام. وشهدت نسبة الفنادق اليونانية التي انخفض تصنيفها تحت مستوى أربع أو خمس نجوم قد ارتفعت إلى معدل 40 % بعد أن كانت 25 % فقط خلال أولمبياد أثينا عام 2004، مشيرًا إلى أن ردود الأفعال الإيجابية من زوار العام الماضي قد ساعدت على زيادة معدلات الحجز مقدمًا هذا العام. وقال أيضًا إن المخاوف من ردود الأفعال السلبية من اليونانيين تجاه السائحين الأجانب، وبخاصة الألمان قد أثرت معدلات العام الماضي ولكن هذه المخاوف قد استبدلت بالثقة الآن. وتقول مصادر رسمية يونانية، إن الحجوزات السياحية خلال الصيف القادم وصلت إلى نسبة 15 % من جانب الألمان و20 % من جانب البريطانيين والسبب في ذلك انخفاض المخاوف نسبيا بشأن مستقبل منطقة اليورو وانخفاض معدلات العنف والاحتجاجات منذ تولي الحكومة اليونانية المستقرة أمور البلاد في حزيران/ يونيو الماضي. ويقول أندرياس، إن المنافسين الرئيسيين لليونان في المجال السياحي هم إسبانيا وكرواتيا وتركيا ومصر ، إلا أن عدم الاستقرار السياسي وحالة الفوضى التي تشهدها مصر حاليا قد ساهم في تحويل بعض من زوار مصر إلى اليونان، مشيرًا إلى أن أكثر ما يؤثر على السياحة هو الإضرابات والاضطرابات الاجتماعية، موضحًا أن الهدوء يسود اليونان هذا العام. ومع زيادة عدد السائحين الألمان والبريطانيين تشهد اليونان المزيد من السائحين من أوروبا الشرقية، حيث ارتفع عدد السائحين الروس بنسبة 30 %، وهؤلاء يميلون إلى البقاء فترات أطول وبالتالي مزيد من الإنفاق بما يعني زيادة في الدخل السياحي الذي يمثل نسبة 17 % من الدخل الاقتصادي في اليونان، ومن المتوقع أن تستعيد السياحة قوتها من جديد على نحو يمكن أن يعالج من التأثيرات السلبية للأزمة القبرصية المالية على الاقتصاد اليوناني، ووافق البرلمان الألماني أمس على صفقة إنقاذ مالي لليونان تقدر بعشرة مليارات يورو. وكتب مدير مؤسسة صن فيل هوليدايز، نويل جوزيفيدس، في مجلة السياحة الأسبوعية أن انخفاض أسعار العطلات السياحية ساهم في تحسين الوضع المالي في البلاد، مشيرًا إلى أنه عندما تزور قبرص حاليا كسائح كما حدث معه خلال الأسبوع الماضي فإنك لن تشعر بأن البلاد تعيش أزمة مالية خطيرة، فالفنادق تعمل بشكل طبيعي وكذلك المطاعم والمقاهي التي تبدي ترحابًا رائعًا للزوار، كما أن الأسعار باتت أرخص مقارنة بأسعار العام الماضي في قبرص والسبب في ذلك انخفاض الأجور في البلاد.