يبدو أنه من أصعب الأشياء التي يمكن أن تواجه أي مبدع هي صياغة فكرة قديمة وجعلها تبدو جديدة ومواكبة للعصر. لكن هذا ما نجحت فيه دار "ديور" من خلال مجموعتها الجديدة "تيل مي ديور" Tell Me Dior التي تشمل تعويذات بعدد أشهر، أو بالأحرى أبراج السنة. فعلى الرغم من أن الفكرة قديمة قدم الإنسان تقريبا، لكنها جاءت هذه المرة تقطر بالعصرية، تغري بجمالها ونعومتها المرأة حتى إن لم تكن تؤمن بالحظ، وتدعوها للتفاؤل بالسنة الجديدة. وبالنتيجة فإن هذه المجموعة التي يقدر سعر كل قطعة منها بـ390 إسترلينيًا، تشكل هدية رائعة في أي وقت من الأوقات، سواء كانت حلول رأس السنة أو مناسبة عيد ميلاد. والملاحظ أن تاريخ الدار غني بهذه التعويذات التي تضعف مقاومتنا وتذوبها دائما. فمؤسسها السيد كريستيان ديور، كغيره من المصممين، يتفاءل ويتشاءم من بعض الأشياء، لاسيما أنه كان مهتما بعلوم الفلك والأرقام وتأثيراتها. كان مثلا يتفاءل بزنبقة الماء، ما جعلها حاضرة في غالبية عروضه. كان أيضا يتفاءل برقم 8 إلى حد يشعر معه المتابع لتاريخ الدار بأن هذا الرقم كان فعلا فأل سعد عليها. فقد تأسست في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 1946. وأول تشكيلة قدمتها كانت بعنوان "أون آيت" أي على ثمانية. وسواء كان الأمر مصادفة أم مقصودا، فإن عنوان محلها الخاص بالمجوهرات والساعات الرفيعة في "بلاس فاندوم" هو 8 بلاس فاندوم. لهذا كله ليس غريبًا أن تحاول الدار منذ العام 1999 أن تتبرك بهذا التاريخ وأن ترش علينا بعضا من هذا الحظ من خلال تعويذات فنية في مجوهرات رفيعة تصوغها أنامل الفنانة فكتوار دي كاستيلان، كما في قطع إكسسوارات أقرب إلى المجوهرات تصوغها مصممتها كاميل ميتشيلي.