رام الله – فلسطين اليوم
توّج "خدمات رفح" بلقب الدوري ثلاث مرات والتي بدأها عام 1994م، مرورًا بعام 2001م، وانتهاءً بعام 2006، إلا أن الفريق مرّ بسنوات عجاف منذ آخر بطولة، تبعها تغيير جذري للاعبين كان سببًا في عدم الحصول على البطولة الرابعة، حيث كان اعتزال الجيل الذهبي للفريق بمثابة ضربة قاصمة، نظرًا لصعوبة تكوين فريق بحجم ومكانة الفريق السابق الذي كان حكاية من حكايات كرة القدم الفلسطينية.
وكان المارد الأخضر أو الأخضر الرفحي الذي أمتع الجماهير الفلسطينية بأدائه الجماعي الجميل بجيل ربما لن يتكرر في تاريخ الرياضة الفلسطينية، افتقد خلال السنوات الماضية لهيبته المعروفة، ولم ينجح في تحقيق شيء، إلا أنه ورغم هذه الإخفاقات خلال السنوات التسع الماضية إلا أنه كان منافسًا شرسًا لكافة البطولات التي خاضها.
ويطرح السؤال نفسه بقوة: لماذا أخفق الأخضر الرفحي فجأة في تحقيق أي لقب بعد حصوله على ثلاث بطولات دوري؟ ربما تكون الإجابة واضحة من خلال التغييرات الجذرية التي طرأت على الفريق بعد أن أعلن قوام الفريق اعتزاله اللعب على فترات متقطعة، ما جعل من الصعب تكوين فريق بنفس كفاءة اللاعبين السابقين الذين كانوا جيلًا يُحتذى به في الالتزام والانضباط والعروض الجيدة من خلال الانتماء الكبير والعشق المحموم للكرة ولناديهم، وهذا ما ساهم في تحقيق اللقب ثلاث مرات متتالية، في وقت أخفق فيه الجيل الجديد في تحقيق أي لقب، مع الحفاظ على الأسلوب والنسق الذي كان يلعب به الفريق السابق، من حيث متعة الأداء والكرة الجميلة التي يلعبها الفريق من خلال التمريرات القصيرة الجماعية، إلا أن الفريق افتقد للحظ في الكثير من المباريات وواجه سوء طالع أفقده الكثير من المباريات، ناهيك عن أن اللاعبين أصبح هدفهم الأول هو الحصول على الأموال والمكافآت على حساب الانتماء، وبالتأكيد من حق اللاعبين أن يتقاضوا رواتب إن كانت ظروف النادي تسمح بذلك، ولكن يجب أن لا يتعارض ذلك في الانتماء لناديهم واللعب بقتال واستماتة تؤهلهم للحصول على بطولة..
لاشك أن أسماء وظروف الجيل الماضي تختلف والجيل الحالي على كافة النواحي، فمن اعتزل من الجيل الماضي يصعب تعويضه إن لم يكن مستحيلًا، وهذا حال جميع الأندية، ورغم امتلاك الفريق الحالي لمجموعة مميزة من اللاعبين الذين حفروا أسماءهم بأحرف من نور في عصر الإعلام الإلكتروني سريع الانتشار أمثال سعيد السباخي، وأحمد ظهير، ومحمد حجاج، وأحمد البهداري، وأحمد اللولحي، ومحمود النيرب، وأحمد جربوع، ومعتزل النحال، وأشرف السميري، وجهاد أبو رياش، وعطايا جودة.. وغيرهم الكثير إلا أن الجيل الحالي فشل في تحقيق لقب جديد، ما دفع إدارة النادي إلى التفكير في استقطاب مجموعة أخرى من اللاعبين في محاولة لتجديد دماء الفريق وتحقيق لقب رابع للنادي، فتعاقد النادي مع صانع الألعاب رامي البيوك، وحاتم نصار، وأحمد البرديني، وهلال الغواش، وتامر عرام، مع اعتماده على مجموعة جديدة من اللاعبين الشباب لبناء فريق مستقبلي للفريق.
والمتابع للأسماء التي يمتلكها المدير الفني الجديد للفريق محمود المزين يدرك تمامًا أنه يملك قوة هجومية لا يُستهان بها قد تكون كلمة السر التي يعول عليها المزين بوجود الثلاثي معتز النحال، وسعيد السباخي، والبيوك ومن خلفهما محمود النيرب الذين سيكون لهم بصمة واضحة في الدوري باعتباره الخط الأقوى على مستوى القوة الهجومية لأندية الدوري.
ويدرك المدير الفني الكفء للفريق محمود المزين صعوبة المهمة الملقاة على عاتقه كونه يشرف على فريق جماهيري كبير مُشبع للبطولات ولن يقبل بغير المنافسة على اللقب هذا الموسم رغم صعوبتها التي تفوق صعوبة الموسم الماضي، ونتائج المباريات الأولى ستحدد بشكل كبير الاتجاه الذي يسير فيه الأخضر، كونها تعتبر مؤشرًا حقيقيَا ومقياسَا يمكن الاعتماد عليه خلال بطولة الدوري، وبالرغم من التعزيزات الكثيرة التي نفذتها الأندية هذا الموسم طمعًا في تحقيق اللقب الأقوى هذا الموسم إلا أن فريق الخدمات لم يعد مرشحًا قويًا لنيل اللقب كون خطوطه غير متكاملة فماذا يحمل المزين في جعبته أمام هذا الجيل من اللاعبين الذين أصبح الرهان عليهم يفوق إمكاناتهم..؟!