ديفيد سميث

يعتبر ديفيد سميث، رجلًا رياضيًا إستثنائيًا لعدة أسباب، منها قراره الأخير بترك الورم يتطور في عموده الفقري أملًا في إمكانية المنافسة خلال دورة الألعاب الأوليمبية المقرر إقامتها الصيف المقبل في ريو دي جانيرو قبل أن يودي ذلك الورم بحياته.

 ويرى الدراج سميث في الوقت الحالي الذي حاز من قبل على الجائزة الذهبية في التجديف فضلًا عن كونه كان بطلًا في رياضات التزلج والكاراتيه بأن ما يقوم به وإمتناعه عن إجراء الجراحة يتفق معه كل الرياضيين الذين يعرفهم لما تحمله هذه العملية من مخاطرة كبيرة قد يصاب بالشلل على إثرها أو يزداد الوضع سوءًا. وأشار أيضًا إلى أن ما يقدم عليه يعد مغامرة لأن نمو الورم يعني مزيدًا من المتاعب نظرًا لوجوده علي يمين الأعصاب المؤدية إلي الرئتين ما قد يصيب بالاختناق.

 وكان سميث قد تم تشخيص مرضه قبل أكثر من خمسة أعوام والذي كشف عن إصابته بورم أرومي وعائي والذي يعد من الأنواع النادرة للورم ويصيب الأوعية الدموية في المخ والحبل الشوكي. وذكر سميث بأنه كان يعاني آلامًا مختلفة لمدة عشر إلى خمسة عشر عامًا، ولكن الأطباء غالبًا ما كانوا يقولون إن ذلك نتيجة الإجهاد بسبب ممارسة الرياضة بكثرة.

 وأضاف بأنه كان لا يحصل على قسط وافر من النوم، إضافة إلى أن هناك شيئًا كان يضغط على الحبل الشوكي عندما يستلقي. ومن ثم قام بعمل أشعة رنين مغناطيسي وتوجه بعدها إلى استشاري والذي أخبره وقتها بأنه يعاني من ورم في العمود الفقري، ومن بين أصدقائه الذين ساندوه بشدة وتعرف عليه وقت أن كان يمارس رياضة التجديف كان جراح الأعصاب الرائد توم كادو – هودسون الذي تمكن بخبرته من إنقاذ سميث من الموت بعد المضاعفات المؤلمة التي عانى منها بسبب جلطة دموية في المخ كادت تودي بحياته والتي أصابته عقب إجرائه عملية جراحية كبيرة عام 2010.

ويؤمن سميث البالغ من العمر في الوقت الحالي 37 عامًا بأنه غير قادر علي تغيير جيناته الوراثية، ولكنه يستطيع اختيار أن يكون إيجابيًا والعيش بإمتنان كل يوم. ومع إدراكه بأن الوقت ليس في صالحه بسبب المرض، فقد توقف عن تناول المشروبات الكحولية منذ عام 2012 وقت أن فاز بالميدالية الذهبية في التجديف الرباعي المختلط خلال دورة الألعاب الأوليمبية في لندن. كما تجنب تناول اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان.

وبات سميث يعتمد على نظام غذائي صحي عبر تناول الطعام النباتي مثله في ذلك مثل العديد من لاعبي كرة القدم الأميركية، إضافة إلى تناوله مزيج من عصير الفواكه والبطاطا الحلوة والزنجبيل والكركم.

  يذكر أن سميث الذي كان ينافس عام 2010 في رياضة التجديف وتحديدًا في البارالمبية نظرًا لمعاناته من تشوه خلقي بإلتواء الكاحلين داخليًا، قد حصد الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه ممثلًا عن بريطانيـا، ثم عداء في بلده اسكتلندا وبعدها منافس في رياضة التزلج.