البريطاني آندي موراي

عندما جرى تحديث ترتيب سباق رابطة لاعبي التنس المحترفين، هذا الأسبوع، كان البريطاني آندي موراي، المصنف الأول عالميًا، في المركز 13، وهو أمر صحيح مقارنة بأرقامه هذا العام. وبعكس التصنيف العالمي الفعلي، الذي يُحتسب بناء على نقاط آخر 12 شهرًا، فإن ترتيب السباق، هو مقياس للمستوى منذ يناير/كانون الثاني، عندما يبدأ جميع اللاعبين، العام، ورصيدهم صفر.

ووفقًا للمستوى الحالي، فإن المركز الـ13، ربما يبدو كريمًا لموراي، ومع انطلاق بطولة فرنسا المفتوحة، الأحد المقبل، فإن البريطاني، يكون قد جمع 1210 نقاط، مقابل 4915 نقطة لرافاييل نادال. ويبدو موراي، ظلاً باهتًا للاعب الذي انتصر في آخر 24 مباراة في 2016، ليطيح بنوفاك ديوكوفيتش من على قمة التصنيف العالمي.

ولم يحقق أي لاعب، في صدارة التصنيف العالمي، بداية أسوأ للعام، منذ بيت سامبراس في 1999، ويبلغ متوسط فوز موراي 70.8 بالمئة، وهي نسبة متواضعة، توضح حجم التراجع الذي أصابه مؤخرًا. وكانت هناك مسيرة مشجعة، إلى قبل نهائي بطولة برشلونة؛ حيث خسر أمام دومينيك ثيم، لكن في مدريد، حيث خسر أمام بورنا تشوريتش، وفي روما حيث كان مدافعًا عن اللقب، تفوق عليه تمامًا فابيو فونيني.

وكان موراي، قد مني بـ9 هزائم فقط، طيلة الموسم في العام الماضي، عندما أحرز 9 ألقاب بينها لقب ثان في ويمبلدون، وذهبية أولمبية أخرى، إضافة للبطولة الختامية للموسم في لندن. وحاليًا فإن سجل انتصاراته، مقابل هزائمه يبلغ (16-7)، ونحن في مايو/أيار فقط. ويبدو موراي، مشوشًا، ولا يستطيع تفسير معاناته. ولكن في ظل عدد ضخم من نقاط التصنيف، عليه الدفاع عنه في الشهرين المقبلين، بدءًا من رولان غاروس حيث خسر أمام ديوكوفيتش، في نهائي العام الماضي بعد أفضل مواسمه على الأراضي الرملية، فإنه بحاجة للعثور على حل سريعًا.

وقال موراي "من جانبي لا يوجد سبب لما يحدث". وأضاف "أنا فقط لا ألعب جيدًا، وأنا بحاجة لمحاولة التوصل لطريقة لقلب الأمور رأسًا على عقب. الأسابيع الماضية كانت معاناة، وبعيدة تمامًا عن المكان الذي أريده". وما يثير الدهشة أكثر طبيعة الهزائم التي مني بها موراي. ففي بداية موسم الملاعب الرملية الأوروبي في مونت كارلو، خسر موراي أمام الإسباني ألبرت راموس بعد تقدمه (4-0) في المجموعة الحاسمة. وفي مدريد، تلقى هزيمة ثقيلة، أمام تشوريتش البالغ عمره 20 عامًا، وخسر في روما (6-2)، و(6-4) أمام المتألق فونيني.

وفي وقت سابق، خلال مسيرته، واجه موراي انتقادات؛ لأنه كان سلبيًا في أدائه إذ كان يفضل رد الفعل معتمدًا على دفاعه القوي، وقدراته غير العادية على الركض حول الملعب، بدلا من الهجوم. وبمساعدة المدرب إيفان لندل، أصبح موراي أكثر قوة وهو ما قاده لأول ألقابه الكبرى عام 2012 في أميركا، و2013 بويمبلدون، وفي ثاني فترات لندل كمدرب شق اللاعب البريطاني طريقه لصدارة التصنيف العالمي. ولكن يبدو أنه تراجع مرة أخرى إلى حالة الجمود ودفع الثمن خاصة أمام

المنافسين الذين يلعبون بقوة ويستمتعون باللعب الهجومي. ويؤكد موراي، أن صدارة التصنيف العالمي لم تثقل كاهله، وحقيقة أنه أكمل 30 عامًا ليس لها أهمية؛ لأن في هذه الأيام، تبدو الثلاثينات وكأنها العشرينات الجديدة من العمر.
ومن العوامل التي ساهمت في تراجعه أيضا فيروس الحزام الناري، الذي أصابه في أستراليا المفتوحة، ومشكلة المرفق التي تفاقمت خلال الهزيمة أمام فاسيك بوسبيسيل في الدور الأول لإنديان ويلز. وقد يتغير كل شيء في رولان غاروس حيث سيعود لندل لمساندته بعدما ترك مهام التدريب أيام المباريات لجيمي دلجادو، خلال أغلب فترات العام. ولكن مع حلول نقاط الضعف محل الإحساس بأنه لا يقهر، وهو ما بذل موراي جهدا كبيرا لبنائه، فإن كثيرين سينتظرون تعثره على الملاعب الرملية الحمراء في باريس.