القاهرة _ محمد عبد الحميد
فشل الملاكم الفلبيني ماني باكياو في الدفاع عن لقب بطل الرابطة العالمية للملاكمة في الوزن المتوسط، حيث خسر الأحد، على يد الأسترالي جيف هورن في النزال الذي جمع بينهما في مدينة بريسبن، والذي يعد هو الأكبر في تاريخ أستراليا.
وجاءت هزيمة باكياو بمثابة واحدة من أكثر المفاجآت الصادمة في التاريخ المعاصر للملاكمة، إذ قدم مباراة قوية ودموية، ورغم تسديد باكياو عددًا أكبر من اللكمات، فاز هورن بأغلبية أصوات القضاة وبنتيجة 117 /111 و115/ 113 و115 /113.
وبالنسبة لهورن، 29 عامًا، المدرس السابق، فهذه هي أكبر مباراة في مسيرته، حيث قال المذيع الداخلي بعد إعلان فوز هورن في النزال الذي امتد لـ12 جولة "ولد نجم جديد".
وجرى النزال في ملعب "صن كورب" في كوينز لاند في بريسبن، بحضور 50 ألف مشجع، كما أوضح تيدي أطلس المدرب والمعلق بعد المباراة: "لقد منحوا اللقب لهورن، الطفل المحلي، من أجل محاولته القوية، لا ينبغي نيل اللقب من أجل المحاولة القوية، ولكن عن طريق الفوز فقط".
وأشار أطلس إلى أن باكياو وجه عددًا أكبر من اللكمات لمنافسه، ولا يمتلك هورن خبرة على الصعيد الدولي، لكنه خاض 17 مباراة حيث فاز 16 مرة من بينها 11 مرة بالضربة القاضية وتعادل مرة واحدة، وكان قد شارك كملاكم هاو مع أستراليا في أولمبياد لندن 2012 ووصل لدور الثمانية في وزن المتوسط الخفيف.
ومن جانبه فاز باكياو بلقب بطولة العالم 11 مرة، على صعيد ثمانية مستويات، حيث فاز في 59 مباراة من بينها 38 مباراة بالضربة القاضية، وتعرض باكياو اليوم لأول هزيمة له منذ هزيمته أمام فلويد مايويزر في 2015 في لاس فيغاس.
وفاز باكياو بلقب منظمة الملاكمة العالمية في الوزن المتوسط بعد تفوقه بمجموع النقاط على جيسي فارغاس في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، قائلًا: "كانت مباراة قوية، لم أتوقع منه أن يكون بهذه القوة، هذا جزء من اللعبة، إنه قرار القضاة، وأنا احترم ذلك".
ووصفت وسائل الإعلام الأسترالية هورن بأنه "روكي" أستراليا، وعلى الفور خرج الملاكم الأسترالي ليعلن تحديه لفلويد مايويزر، مؤكدًا أنه لا يعرف "المزاح" مشيرًا إلى أن خبراء الملاكمة قللوا من قدره ولم يمنحوه أي فرصة للفوز في مواجهة باكياو، ولم يكتفوا بذلك بل وسخروا منه.
وأوضح هورن "كنت أرى منذ أن كنت طفلًا أنني أستطيع القيام بذلك"، وتمكن هورن من تجنب اليد اليسرى القوية لباكياو، والتي تعد السلاح الفتاك للملاكم الفلبيني، وخلال الجولتين السادسة والسابعة تعرض باكياو لجرح في رأسه، لكنه عاد بشكل قوي في الجولة التاسعة ووجه عدة ضربات باليد اليسرى لهورن.
ولكن في نهاية المطاف حسم هورن الفوز لصالحه بأراء القضاة، وبثت شبكات التليفزيون على الهواء مباشرة النزال في جميع أنحاء استراليا والفلبين و148 دولة أخرى، ورغم الخسارة فإن باكياو تلقى إشادة واسعة في بلاده باعتباره أحد الأبطال الوطنيين وملهم للشعب الفلبيني.
وكان معسكر باكياو يعارض خوض النزال أمام هورن مفضلًا مواجهة البطل البريطاني أمير خان في الشرق الأوسط، ولكن في النهاية تم الموافقة على خوض النزال بعد حصول باكياو على عشرة ملايين دولار أسترالي "7ر7 مليون دولار أميركي"، وبعد الهزيمة المفاجئة تعهد باكياو بالعودة إلى أستراليا لاستعادة حزامه، في نزال قد يقام في وقت لاحق من العام الجاري في ملبورن.