لندن - سليم كرم
استيقظ العالم اليوم " السبت " على نبأ وفاة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 74 عاما بعد فترة صراع مع المرض .
وحقيقة عندما علمت بالخبر عادت بي الذاكرة إلى نحو 25 عاما مضت حينما التقيت هذا الملاكم العملاق في زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة وحينها شعرت بالسعادة الغامرة انني سألتقي بملاكم فذ تربينا منذ صغرنا على متابعة مبارياته والتي كانت دائما ما تذاع في فترات مبكرة من الصباح الكل كان ينتظرها ويشجع هذا البطل العالمي الذي يحظي بحب العالم بصفة عامة والعالم العربي على وجه الخصوص.
ولم انس المقابلة التي اجريتها معه في هذا الزمن حينما جلست معه وزوجته والعديد من المرافقين وأشد ما آلمني مشهد كلاي وهو يرتجف ويرتعش بسبب المرض الذي أصابه نتيجة اللكمات التي كان يتلقاها في مبارياته المختلفة وربما لم أصدق في ذلك الوقت أن هذا هو العملاق الذي شاهدناه يصول ويجول على حلبة الملاكمة الا أن اكثر ما كان يميزه هو الوداعة والابتسامة التي تعلو وجهه دائما وقوة شخصيته .
وكان دائما يؤكد قبوله لما أصابه وأنه يصبر على هذا الابتلاء واستمر يقاوم ويصارع الحياة حتى بلغ محطته الاخيرة اليوم واحيانا ونحن نعمل في هذه المهنة نجد أن الكثير من المراحل التي نمر بها ربما تجبرنا للرجوع إلى الخلف لنتذكر ما مضى ونؤمن أن دوام الحال من المحال ، وأود الاشارة إلى أنه خلال هذا اللقاء الذي اسعدني ومن واقع فضولي الصحفي تعمدت أن اقدم الملاكم محمد على كلاي عني أثناء صعوده على المسرح ووضعت يدي على ظهره وتخيلت أنه يرتدي حزاما حديديا وعاودت الضغط على ظهره مرة أخرى دون أن يدري ولكنني فوجئت أن هذا ليس حزاما بل هى عضلات ظهره، ووقتها ايقنت أن هذا الاسطورة لابد وأن تكون قدرته البدنية عالية.
وشهدت جولة كلاي في هذا الزمن حفاوة بالغة من كل من صادفه خاصة الشباب الذي كان يرى فيه أنه اسطورة حقيقية نالت احترام الجميع لذلك فإن الرياضة جزاء رئيسي في تطور ونماء الشعوب وأن القدوة الرياضية لأي شخص يمارسها أمر لا غنى عنهن وقال بوب غونل، الناطق باسم عائلة بطل الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي -وفقا لقناة العربية - إنه توفي بعد صراع مع داء باركنسون -شلل الرعاش- دام 32 عاما، مضيفا أنه أدخل إلى المستشفى لمعالجته من مشاكل تنفسية، وشارك كلاي في حفل لجمع تبرعات يخصصها مركز أسسه لعلاج الباركنسون المعروف عربيا باسم "الشلل الرعاش" وبدا عليه وقتها الإعياء الشديد من المرض الذي ظهرت عوارضه عليه بعد 3 أعوام من اعتزاله في 1981 للملاكمة.
واعتنق كلاي الإسلام عقب فوزه بأول ألقاب العالم في عام 1964 وتعرقلت مسيرته الرياضية لأكثر من ثلاث سنوات حين رفض أداء الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام، وكان أول ملاكم يحصل على بطولة الملاكمة في الوزن الثقيل لثلاث مرات متعاقبة، وتقاعد عام 1981، بعد أن فاز في 54 مباراة من أصل 61 لعبها.
وأطلقت عليه البي بي سي لقب "شخصية القرن الرياضية"، وعرف بتعليقاته الساخرة قبل وبعد المباراة وبمهاراته داخل الحلبة، واشتهر بنشاطه في مجال الحقوق المدنية، كذلك عرف بكتابته للشعرن وكان كلاي قد احترف الملاكمة بعد أوليمبياد روما مباشرة، وبدأ بإحراز الإنجازات في ملاكمة الوزن الثقيل.
وبدأت مسيرته الرياضية في الخفوت بعد هزيمته لاري هولمز عام 1980 وتريفور باربيك عام 1981، ويعتقد البعض أنه كان يجب أن يتقاعد قبل ذلك بكثير.