غزة ـ فلسطين اليوم
قدّم فريق "مركز بلاطة" موسمًا استثنائيًا العام الماضي، كان يستحق خلاله الخروج ولو بلقب واحد على الأقل، لكنه في نهاية المطاف اكتفى بوصافة دوري المحترفين ووصافة كأس فلسطين لأندية المحافظات الشمالية.
ويعد عدم إحراز "الجدعان" لأي لقب رسمي حتى الآن، لا يقلل على الإطلاق من قيمة هذا النادي العريق وجماهيره الوفية، فالأرقام تحدثت عن نفسها في الموسم الماضي الاستثنائي للفريق، من خلال أقوى خط هجوم، حيث سجل النادي 57 هدفًا في 22 لقاءً بمعدل ثلاثة أهداف تقريبًا في المباراة الواحدة، بفارق 25 هدفًا عن البطل المتوج "شباب الظاهرية"، بينما نال نجمه المبدع وأفضل لاعب في الموسم الماضي عبد أبو حبيب لقب الهداف برصيد 19 هدفًا، وفي الوقت ذاته خسر نهائي الكأس أمام "أهلي الخليل"، بعد الخسارة بركلات الترجيح.
يتميز فريق "بلاطة"، بأنه فريق هجومي، يبحث باستمرار عن الفوز، وهذا طابعه ليس فقط في الموسم الماضي، بل في المواسم السابقة، ففي أكثر من موسم كروي نال "الجدعان" لقب "الحصان الأسود"، لكن معضلة الفريق تكمن في النهايات، وأحيانًا الجماهير غير الشرعية التي تسبب ضررًا مباشرًا للنادي والفريق ، مما يعرضه للعقوبات، ويضطر أحيانًا إلى نقل مباريات الفريق كما حدث في الموسم الماضي، عندما لعب الفريق معظم لقاءاته الرسمية على ملعب جمال غانم في طولكرم، وهذا الأمر أثر على نتائج الفريق في بعض المباريات المهمة التي كان الفريق بحاجة إلى أن يلعبها على ملعبه وبين جماهيره.
وعلى أي حال مطلوب من جماهير "الجدعان" أن تقتنع بإمكانيات وقدرات الفريق، وأن تقف معه وتؤازره، فهو يملك كل مواصفات الفريق المثالي القادر على إحراز الألقاب، لكن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى استقرار كامل.
ويعد "مركز بلاطة" واحدًا من الأندية التي تعتبر منجمًا للنجوم وإبداعاتهم، فلا يختلف أحد على قيمة النجم الكبير الموهوب عبد أبو حبيب معشوق الجماهير، سواء مع الفريق أو مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، فهو صانع ألعاب وهداف من طراز فريد، ونفس الأمر بالنسبة لباقي النجوم أمثال أبناء أبو رويس أدهم ويوسف وعمر، وعمر أردنية ومحمود أبو وردة قبل رحيلهما إلى صفوف "العميد".
ويبقى "بلاطة" من الفرق القليلة في دوري المحترفين التي تعتمد النهج الهجومي في أدائها، وهذا يعود أيضًا إلى الفلسفة الفنية للمدير الفني خليفة الخطيب، الذي يحب باستمرار الاعتماد على الكرة الشاملة والجماعية، وما يساعده على تنفيذ أسلوبه مع نوعية اللاعبين الذين يرتدون قميص "الجدعان"، فمعظم عناصر الفريق تمتاز بالقوة والمهارة الفردية العالية.
ويذكر أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف سيتعامل "الجدعان" مع رحيل العديد من النجوم أمثال عمر أردنية، ومحمود أبو وردة إلى "شباب الخليل"، والمخضرم فادي لافي إلى صفوف "شباب السموع"، وفادي ضحى إلى "دورا" وسامي شرايعة، وهل البديل الجديد المتمثل باللاعبين وليد عباس، ومحمد جمال، وعدي بدران قادر على تعويض تلك الغيابات.
وربما يكون من الصعب الحكم المبكر على نوعية اللاعبين القادمين إلى صفوف الفريق، لكن من الواضح أن الفريق احتفظ بقوامه الرئيس من اللاعبين، سواء بالنسبة للحراسة بوجود الحارس المخضرم عبد الله الصيداوي، أو الموهوب عبد الحميد أبو حبيب الذي يعتبر لوحده رمانة الميزان في صفوف الفريق سواء بأهدافه الرائعة أو تمريراته الساحرة، إضافة إلى وجود المهاجم عمر أبو رويس.
ولا يختلف أحد على أن الموسم المقبل سيكون الأقوى والأشرس، على ضوء التعزيزات التي أجرتها باقي الأندية في دوري المحترفين، ففريق بلاطة أمام التعزيزات التي جلبتها أندية الخليل "شباب الخليل وأهلي الخليل والظاهرية والسموع ودورا" يعتبر الأقل، لكن ذلك لا يقلل على الإطلاق من قيمة الفرق الأخرى، وتشهد التجارب السابقة مع دوري المحترفين أمورًا كثيرة كهذه، ففريق "ترجي واد النيص" توّج بلقب دوري المحترفين قبل موسمين ولم يكن المرشح الأول أو حتى بين المرشحين، والأمر نفسه حدث مع "شباب الظاهرية" في الموسم الماضي حيث كان أحد المرشحين ولم يكن المرشح الأول.