ديمتري باييه لاعب فريق ويستهام الإنجليزي

أنتهت المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الأوروبية بفوز منتخب فرنسا على منتخب رومانيا، بهدفين مقابل هدف وحيد.

ولم يقدم منتخب فرنسا المستوى المطلوب منه خلال المباراة، على الرغم من إمتلاكه العديد من اللاعبين المميزين أمثال بوجبا وجريزمان وكانتي وغرهم.

ويبدو أن الاستثناء الوحيد كان ديمتري باييه لاعب فريق ويستهام الإنجليزي، والذي وضح عليه محاولاته الكثيرة لصنع الفارق في المباراة، سواء بتمريراته الحاسمة أو تسديداته من خارج منطقة الجزاء، والذي نجح في نهاية المباراة أن يهدي الديوك الفرنسية أو ثلاث نقاط في البطولة.

وسنحاول في السطور القليلة القادمة أن نوضح النقاط التي جعلت منتخب فرنسا يظهر بهذا الشكل المخيب للآمال.

تقليدية ديشامب وعدم إيجاد الحلول:

بدأ المدرب الفرنسي ديشامب المباراة بتشكيلة في حراسة المرمى للوريس وأمامه الرباعي كوسيليني وعادل رامي وسانيا وإيفرا، وأمامهم كانتي كلاعب إرتكاز، لإعطاء الحرية للثلاثة بوجبا وماتويدي (الحاضر الغائب) وديمتري باييه، وأمهام ثنائي الهجوم جريزمان وجيرو.

وظهر واضحًا للغاية إعتماد ديشامب على طريقتين للهجوم على منتخب رومانيا، وهما الكرات العرضية على رأس جيرو المحاصر وسط دفاعات رومانيا القوية، والكرات الطويلة خلف دفاع الخصم لجريزمان، والذي نجح الدفاع الروماني أن يقيم مصيدة التسلل بشكل أكثر من رائع ليمنع ظهور جريزمان.

في المقابل فإن أصحاب الحلول الفردية مثل بوجبا وماتويدي لم يقدما المستوى المطلوب منهم، وكما أوضحنا أن الوحيد الذي كان يحاول صنع الفارق هو باييه، ولكن من الطبيعي أن لم يستطع أن يفعل شيء لوحده تمامًا، خاصة في شوط المباراة الأول.

غياب القائد رغم وجود الحلول الفردية:

على الرغم من وجود أصحاب الحلول الفردية في منتخب فرنسا، أمثال جريزمان وباييه وبوجبا، فإن غياب القائد وصاحب الخبرة في الملعب مع وجود التشكيلة الشابة آثر كثيرًا على منتخب فرنسا.

وظهر واضحًا خطأ ديشامب في عدم إختيار بنزيما في قائمة اليورو، فعلى ارغم من الإنتقادات الكثيرة التي يتعرض لها بنزيما، إلا أنه محور مهم جدًا في بناء الهجمات خاصة كرات الأرضية، فهو قادر على فتح المساحات للقادمون من الخلف مثل جريزمان وبوجبا، وهي الطريقة التي يعتمد عليها ديشامب في خطته، وفشل جيرو بشكل واضح القيام بهذا الدور على الرغم من تفوقه الكبير في الكرات الهوائية، إلا أنه في الكرات الأرضية لا يمتلك مهارة بنزيما.

عبقرية رومانيا والخطة المعاكسة:

بدى على المدرب الروماني آنخيل يوردانيسكو صاحب الخبرة الكبيرة، أنه درس منتخب فرنسا جيدًا وقام بإعداد فريقه بشكل رائع لمباراة الإفتتاح، فهو كان على علم كبير بالمهارات الفردية والسرعات الكبيرة التي يمتلكها منتخب فرنسا، لذلك واجههم بالخطة المعاكسة وهو الإعتماد على اللياقة البدنية العالية لمنتخب رومانيا رغم غياب الأسماء الكبيرة، وذلك حتى يتمكن من تغطية أكبر قدر من المساحات في الملعب، مع الضغط على لاعبي فرنسا طوال التسعين دقيقة، وهو ما نجح فيه فعلًا وأحرج الضيوف على ملعبهم و وسط جماهيرهم.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حتى تمكن باييه من إستغلال مهارة التسديد التي يمتلكها، ليسكن الكرة في شباك رومانيا في الدقائق الأخيرة، ليحصد لفرنسا أول وأهم ثلاث نقاط في اليورو.