لندن - فلسطين اليوم
لم ينل سوء الأحوال الجوية وقلة عدد السكان من فرحة أيسلندا وحماسها لكتابة التاريخ في كأس العالم لكرة القدم المقررة في روسيا هذا الشهر.
وستصبح أيسلندا أصغر دولة على الإطلاق تشارك في نهائيات كأس العالم مع استمرار قصة النجاح الكروي لبلد يبلغ تعداد سكانه أكثر بقليل من 300 ألف نسمة.
ولا يوجد دليل على هذا الحماس أكثر من جلوس مدرب أيسلندا الحالي هيمير هالجريمسون مع مجموعة من المشجعين قبل مباراة دولية على أرضها أمام النرويج لطلب مساندتهم.
ويوم السبت الماضي حضر لارس لاجرباك مدرب النرويج الحالي والذي قاد أيسلندا لمشوار رائع في بطولة أوروبا 2016 عندما بلغت دور الثمانية قبل الخسارة أمام فرنسا صاحبة الضيافة بعد أن أطاحت بإنجلترا لمساندة فريقه السابق.
ورغم البرودة الشديدة التي تجعل عملية نمو العشب في الملاعب أمرا بالغ الصعوبة لمعظم فترات العام تتطور اللعبة وتزداد شعبيتها في أيسلندا.
ويحتل منتخب الرجال المركز 22 في التصنيف العالمي رغم قلة عدد السكان بينما يحتل فريق السيدات المركز 19.
وكانت أصغر دولة سابقة تأهلت لكأس العالم ترينيداد وتوباجو في 2006 والتي يقطنها 1.3 مليون نسمة.
وقال المدرب فرير سفيريسون لرويترز وهو يراقب مجموعة من اللاعبين الشبان خلال جلسة مران في أحد الاندية جنوب غربي العاصمة ريكيافيك "نتدرب طوال العام داخل القاعات. لدينا مجموعة من الصبية الرائعين الأقوياء".
وتمارس في هذا النادي أيضا رياضات كرة السلة وكرة اليد والتزلج والكاراتيه والشطرنج لكن كرة القدم تزداد شعبيتها بسرعة خاصة مع زيادة الاستثمارات في ملاعب بالحجم الكبير داخل القاعات والملاعب الخارجية المغطاة بالعشب الصناعي.
وقال سفيريسون الذي درب المنتخب الوطني تحت 16 عاما في الفترة من 2002 إلى 2016 "كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة دائما لكن بعد بطولة أوروبا بدأت تنمو بشكل أكبر".
ولم يكن اللاعبون فقط هم من وضعوا بلادهم على الخريطة في فرنسا حيث كانت احتفالية جماهير أيسلندا المميزة خلال المباريات من اشهر اللقطات في البطولة.
وأبلغ الحارس رونار رونارسون رويترز "إنه أمر مذهل. نحظى بمساندة ضخمة".
وتابع "من عائلتي وأصدقائي وأناس لا أعرفهم. التشجيع كبير وهم سعداء بذلك".
وستتقابل أيسلندا مع الأرجنتين ونيجيريا وكرواتيا وسيكون أمامها مهمة صعبة جدا لعبور المجموعة الرابعة في أول مشاركة لها في كأس العالم.
لكن بغض النظر عن النتيجة فمن المؤكد أن يترك البلد الصغير وجماهيره تأثيرا مبهجا في كأس العالم.