رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو

أطلقت تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو، نقاشات موسعة مؤخرًا، ردًا على ما قاله من أنه يتطلع الى زيادة عدد الفرق المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية إلى 32 فريقا، إضافة إلى تغيير موعد البطولة من كاون الأول/ديسمبر إلى حزيران/يونيو من كل عام.

وهذه الاقتراحات التي لا تزال حبرًا على ورق، أثارت جدلا واسعًا في عالم اللعبة، فهناك من يؤيد هذه الأفكار باعتبارها فرصة لترويج البطولة على نطاق واسع وتحقيق مكاسب مادية أكبر من خلال إقامتها، في حين أن المعارضين يؤكدون أن أجندة المباريات المحلية والدولية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، ستشكل عبئا بدنيًا على اللاعبين الذي ينتظرون صيف كل عام لقضاء إجازاتهم التي غالبًا ما تتعدى الشهر.

ويهدف إنفانتينو إلى زيادة شعبية هذه البطولة على غرار كأس العالم للمنتخبات، وربما منافسة الاتحاد الأوروبي الذي يتغنى بالنجاح المذهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي سيغذي خزائن الـ"فيفا" المتضررة قليلا من فضائح الفساد التي عصفت به في العامين الماضين، وسيزيد من رعاة البطولة والاتحاد، ويبفتح باب أوسع للتنافس على حقوق البث التلفزيوني.

في المقابل، لا تبدو الأندية الأوروبية الكبيرة صاحبة الشعبية الجارفة في كافة أنحاء العالم متحمسة للفكرة، رغم أن الإيرادات سيزيد بكل تأكيد جراء المشاركة في البطولة، ويعود عدم الحماس في الدرجة الأولى إلى ازدحام المباريات طوال العام وعدم حصول اللاعبين على راحة منطقية بعد انتهاء الموسم، وتقليص فترة الاستعداد للموسم الجديد، وهي فترة تسافر فيها الأندية الأوروبية إلى بلدان بعيدة بحثا عن الاستعداد المجاني وكسب أموال إضافية.

ولم يوضح إنفانتينو كيفية تطبيق التعديلات التي طرحها، ما فتح باب الاستنتاج والاجتهاد أمام المتابعين والنقاد، وأول ما يخطر في البال هو كيفية اختيار الفرق المشاركة في البطولة لعدم توفر وقت كاف لإجراء تصفيات على غرار المنتخبات. وعلى الرغم من تصريح إنفانتينو بأن أحد أهم أهداف زيادة عدد الفرق هو تعزيز دور القارات الأقل حظا مثل إفريقيا وأميركا الشمالية وآسيا، ولكن توزيع الفرق بين القارات بالتساوي سبكون أمرا غير عادل، لأن أندية أوروبا في المقام الأول هي الجاذب الأكبر للرعاة وللجمهور ولشبكات التليفزيون.

وهناك أمر آخر استوجب النقاش هو، هل سيتم اختيار الفرق الواصلة إلى نصف نهائي البطولات القارية؟ أم أن الفائزين أيضا بالمسابقة الثانية قاريا من حيث الأهمية الدوري الأوروبي وكأس سوداأميركانا وكأس الاتحاد الإفريقي سيكون لهم دور في البطولة أيضا.

التوقيت أيضا يشغل بال الأندية المشاركة، فاختيار حزيران/يونيو يعني عدم إقامة البطولة سنويا خصوصا في الأعوام الزوجية التي تشهد إقامة كأس العالم للمنتخبات وكأس أوروبا، ربما يتم إقامتها مرة كل أربعة أعوام، أو مرة كل عامين في الأعوام الفردية.

ولا يوجد شك في أن إقامة البطولة بالشكل المقترح يمنح دولا عديدة فرصة لاستضافة هذا الحدث الضخم الذي اعتادت اليابان استضافاته منذ عام 2005 مع استثناء مرتين لكل من الإمارات والمغرب. وحصلت دولة الإمارات على حق استضاقة بطولتي عامي 2017 و2018، لذلك فإن أي تعديل مقترح على البطولة يجب أن ينال موافقتها أولا، أو أن يتم تأجيل تطبيقه إلى ما بعد عام 2018.