لندن ـ سليم كرم
وضع ظهور جيل جديد من المشجعين، كرة القدم الانجليزية على طريق موسم قياسي، ففي كل الدرجات الأربع للكرة تخطى متوسط الحضور الجماهيري 15 ألف مشجعًا للمرة الأولى في أكثر من 50 عامًا وكانت الزيادة الأكبر في دوري الدرجة الثانية حيث كانت الجماهير في أعلى مستوى لها منذ عام 1954، وهو ما يعود جزئيًا إلى وجود العديد من الأندية الكبيرة في هذه الدرجة هذا الموسم، فضلًا عن زيادة عدد الأطفال المرتبطين بأنديتهم المحلية، بدلًا من تشجيع نادٍ كبير في الدوري الانجليزي الممتاز، كما يؤكد مسؤولون
يلتقي غدًا السبت، بطلان سابقان لأوروبا، وهما نوتنجهام فورست وأستون فيلا، في مباراة بدوري الدرجة الثانية، بعدما تقابلا في سبتمبر /أيلول خلال أول مباراة على الإطلاق بين بطلين سابقين لأوروبا من البلد نفسه خارج دوري الأضواء ومن بين 24 ناديًا في الدرجة الثانية هناك 15 لعبوا من قبل في أوروبا وأكثرهم شعبية وهو نيوكاسل يونايتد، والذي يجتذب أكثر من 51 ألف مشجعًا في مبارياته على أرضه.
ولم يكن الحضور الجماهيري في بطولات دوري المحترفين في انجلترا عند هذا المستوى المرتفع منذ انطلاق الدوري الممتاز عام 1992، وحتى بدون المساندة اللافتة لنيوكاسل زاد الحضور الجماهيري بشكل ملحوظ في الدرجة الثانية عن الموسم الماضي، وأحدث رقم من الدرجة الثانية هو 19876 مشجعًا في المباراة الواحدة بزيادة 13%عن متوسط الموسم الماضي.
وتتجه بطولتا دوري الدرجتين الثالثة والرابعة أيضًا إلى زيادة عن الموسم الماضي، بينما يبلغ متوسط الحضور الجماهيري في إستاد برايتون الذي افتتح عام 2011 أكثر من 27 ألف مشجعًا من جانبه قال المسؤول في رابطة الدوري الانجليزي والرئيس التنفيذي لبرايتون آند هوف البيون أحد المرشحين للترقي للدوري الممتاز، بول باربر، "صنعنا جيلًا جديدًا من مشجعي كرة القدم."
كما أضاف باربر الذي تقلد مناصب كبيرة في الاتحاد الانجليزي لكرة القدم وتوتنهام هوتسبير وفانكوفر وايتكابس قبل توليه المسؤولية في برايتون "الطريقة التي يتم بها التعامل مع الجماهير الآن أفضل من أي وقت مضى، عدد الذين يشاهدون المباريات وعمرهم أقل من 18 عامًا ينمو بسرعة"، متابعًا :" "أشعر بالحزن في بعض الأحيان عندما يبتعد المشجعون عن الكرة الحديثة، الماضي كان سيئًا، عمق كرة القدم الانجليزية هو ما يبهر الناس حقًا، الأشياء تتجمع على مدار جيل وصنعنا شيئا يحبه الناس حول العالم."
بدوره قال رئيس رابطة الدوري الانجليزي، إيان ليناجان، إن الشبان الذين يشجع أبواهم أندية كبيرة في الدوري الممتاز مثل ليفربول ومانشستر يونايتد يساندون الآن أندية محلية، نتيجة عمل جاد داخل المجتمع، وأضاف "لكن الأمر يستغرق ما بين 15 و20 عامًا، وأحد الأمثلة الجيدة على ذلك نادي هادرسفيلد تاون الذي بذل كل جهد ممكن لاجتذاب المشجعين الشبان عن طريق شراكات مع 190 مدرسة محلية كما نحى جانبًا بعض "المساعدات المالية" من الدوري الممتاز من أجل دعم أسعار تذاكر المباريات، كما يفتح ملعبه التدريبي للعامة" وفي عيد ميلادهم السابع يحصل الأطفال على قميص لهادرسفيلد عليه اسم لاعب، كما يهدي برايتون - الذي يعمل مع 124 مدرسة - قمصانا للمشجعين الشبان في عيد ميلادهم السابع أيضًا.
وقال مدير التسويق في هادرسفيلد، ديفيد ثريلفول سايكس "العديد من الأندية تفعل ذلك، قمنا ببعض الأبحاث منذ عشر سنوات ووجدنا أن الكثير من مشجعينا كبار في السن"، مضيفًا :" "وجدنا أن الأطفال يقررون الفريق الذي سيشجعونه في السابعة من العمر تقريبًا، الدوري الممتاز سهل الوصول إليه من خلال التلفزيون وهناك فرصة كبيرة أن طفلًا من هادرسفيلد سيشاهد ويشجع أحد هذه الفرق".
والأطفال الأقل من ثمانية أعوام في هادرسفيلد بوسعهم مشاهدة المباريات بأقل من جنيه إسترليني واحد (1.26 دولار) بينما يدفع الأطفال بين 8-18 عامًا ثلاثة جنيهات إذا اشتروا تذكرة موسمية، ومن المستحيل تقريبا بالنسبة لهؤلاء الأطفال شراء تذاكر مباريات أندية الدوري الممتاز الكبيرة والتي قد تتكلف مباراة واحدة أكثر من موسم كامل في هادرسفيلد كما علق الأمين العام لاتحاد مشجعي هادرسفيلد، تاون جيمس تشيشم بقوله "افعل ما يحلو لك لتجعل كرة القدم أكثر جذبًا لكن عليك أن تجعل ثمنها معقولًا".
ومتوسط الحضور الجماهيري في مباريات هادرسفيلد 20 ألف مشجع بزيادة قدرها 50 بالمئة عن الموسم الماضي، ويجتذب أحد أندية الدرجة الثالثة وهو شيفيلد يونايتد أكثر من 20 ألفًا في مبارياته على ملعبه بينما في الدرجة الرابعة يبلغ متوسط الحضور الجماهيري لمباريات بورتسموث نحو 17 ألفًا وهو أكثر مما كان في موسم 1978-1988 عندما كان يلعب في دوري الدرجة الأولى.