لندن -فلسطين اليوم
ذكرت تقارير صحافية عبرية أن اللجنة الخاصة بالموضوع "الإسرائيلي – الفلسطيني"، في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أوصت بمنح إسرائيل مهلة ستة أشهر لوقف نشاط فرق كرة القدم من المستوطنات، في الدوري الإسرائيلي. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر العام للاتحاد في 10 و11 مايو / أيار، في البحرين، ويتبين من مسودة التقرير الذي ستقدمه اللجنة، والتي وصلت نسخة منها إلى صحيفة "هآرتس"، أنه في حال عدم قيام إسرائيل بوقف نشاط فرق المستوطنات، في إطار دوري كرة القدم الإسرائيلي، سيعاد الأمر إلى مجلس "فيفا" لكي يتخذ القرارات، والتي تعني احتمال إخراج إسرائيل من الاتحاد الدولي.
ومنذ عام 2005، يضغط اتحاد كرة القدم الفلسطيني على "فيفا"، والدول الأعضاء، للعمل ضد إسرائيل على خلفية نشاط ست فرق من المستوطنات في الدوري الإسرائيلي، بناء على المادة 72.22 في دستور "فيفا"، التي تمنع الدولة من تشكيل فرق لكرة القدم على أراضي دولة أخرى، واشراكها في الدوري، من دون موافقة الكيان السياسي المعني وتوجد في إسرائيل ستة فرق تنطبق عليها هذه المادة، وهي فرق مستوطنات "معاليه أدوميم"، و"أريئيل"، و"كريات أربع"، و"جبعات زئيف"، و"جور الأردن"، و"أورانيت". وتلعب هذه الفرق في الدوري المنخفض، لكن الفلسطينيين يطالبون بتطبيق دستور "فيفا" عليها، وفصل إسرائيل من الاتحاد الدولي في حال رفضت ذلك.
ويذكر أن رئيسي الاتحادين الفلسطيني والإسرائيلي لكرة القدم، جبريل الرجوب وعوفر عيني، اجتمعا في 22 مارس / آذار الماضي مع رئيس اللجنة لشؤون إسرائيل وفلسطين، طوكيو سكسوالا، والذي عرض عليهما مسودة التقرير الذي كتبه، وطلب منهما الرد عليه، ويتألف التقرير من 20 صفحة، ويشمل ملخص الاتصالات بين الأطراف خلال السنتين الأخيرتين، وثلاث توصيات محتملة للعمل من جانب "فيفا" في كل ما يتعلق بفرق المستوطنات.
ويشار إلى أن التوصية الأولى هي مواصلة الوضع الراهن، بحيث تواصل فرق المستوطنات اللعب ضمن الدوري الإسرائيلي، ولا تقوم "فيفا" بأي خطوة، إلى أن يتم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وجاء في التقرير أن المشكلة الكامنة في هذه التوصية هي أنها لا تأخذ في الاعتبار موقع المجتمع الدولي من المستوطنات، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن، كقرار 2334، الصادر في 23 ديسمبر / كانون الأول 2016، أما التوصية الثانية فهي أن يحظى اتحاد كرة القدم الإسرائيلي بإنذار من فيفا (بطاقة صفراء)، ويطلب من الاتحاد الإسرائيلي حل المشكلة بواسطة وقف إجراء مباريات في المستوطنات خلال ستة أشهر، وإذا لم يقم الاتحاد الإسرائيلي بحل المشكلة يعاد الموضوع إلى مجلس "فيفا"، لكي يتخذ القرارات.
لكن التقرير أشار إلى أن المشكلة الكامنة في إمكانية كهذه هي أنه لا يمكن توقع الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل ضد نوادي كرة القدم الفلسطينية، التي تجري غالبية مبارياتها تحت رحمة سلطات الأمن الإسرائيلية. ولا يوضح التقرير ما هي العقوبات التي يمكن أن تتخذها "فيفا" ضد إسرائيل، إذا لم تلتزم بالجدول الزمني المحدد. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه في أقصى الحالات يمكن لـ"فيفا" إخراج إسرائيل من الاتحاد الدولي، وفي أسهلها يمكن فرض عقوبات على فرق المستوطنات الست، والإمكانية الثالثة التي يطرحها التقرير هي أن يحث "فيفا" إسرائيل وفلسطين على إجراء مفاوضات بشأن فرق المستوطنات، والتوصل إلى اتفاق في موضوع كرة القدم فقط.
وجاء في مسودة التقرير أن هذه الإمكانية ستكون عديمة الفائدة، في ضوء حقيقة أنه، على الرغم من الرغبة في التركيز على كرة القدم، إلا أن جوهر الصراع في المنطقة هو الأرض، التي ترتبط بإسرائيل وبالدولة الفلسطينية، أو أي حل آخر يتوصل إليه الطرفان بالمفاوضات وكتب سكسوالا، في تلخيص التقرير، أنه رغم تأكيد إسرائيل وفلسطين بأنهما تريدان الفصل بين السياسة وكرة القدم، إلا أنهما لا تتفقان على جوهر هذا التصريح، قائلاً: "من المهم أن يعرف فيفا جيدًا مركبات القضية، ولا ينجر إلى المواجهة السياسية، كتلك الجارية بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأضاف: "يجب على فيفا إيجاد حل يخدم مصلحة كرة القدم، وبالنسبة للقرار الذي سيتخذ في مؤتمر فيفا، يجب أن يكون واضحًا أن كل عمل سيتقرر القيام به سيقود إلى مؤثرات سيضطر الاتحاد إلى التعامل معها، لكن فيفا لا يمكنه الامتناع عن اتخاذ قرار في الموضوع، اللجنة يمكنها التوصية فقط، وقيادة فيفا هي التي يجب أن تقرر" ومن المتوقع أن يحول سكسوالا تقريره النهائي إلى مؤسسات "فيفا"، الأحد، كما أنه من المنتظر أن يكون لتوصياته تأثير حول طريقة حسم الأمر في مؤتمر "فيفا"، بعد أسابيع. وخلال الأيام الأخيرة حاول المسؤواون في اتحاد كرة القدم الإسرائيلي ووزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة، ووزارتي الثقافة والرياضة، العمل على تخفيف التقرير، وخاصة التوصية الثانية فيه.
وفي المقابل، تحاول إسرائيل عرقلة التصويت على التقرير في المؤتمر ومجلس "فيفا"، وفي الأسبوع الماضي أوعز ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لكل السفراء في الدول الأعضاء في "فيفا" للعمل على تجنيد المعارضة للتصويت على التقرير. وقال مسؤول إسرائيلي إنه يجب الاستعداد لأسوأ سيناريو بالنسبة لإسرائيل، وهو إجراء تصويت، لأنه في حال إجراء تصويت فإن فرص فوز إسرائيل تساوي الصفر.