مدرب "شباب الخليل" رائد عساف

لم تمضِ سوى ثلاثة اشهر على تركه مهمة تدريب فريق "شباب الخليل" الفلسطيني الملقب بـ"العميد"، حتى عاد مجددا الى قيادة السفينة الخليلية. انه الكابتن رائد عساف الذي أجرى "فلسطين اليوم" معه حديثًا تناولت أوضاع الفريق والكرة الفلسطينية.

في البداية سألناه عن سبب العودة مجددًا الى "شباب الخليل" رغم الظروف الصعبة التي مرت عليك اثناء مغادرتك؟ فأجاب عساف: "لا اخفي على أحد ان العودة جاءت وفاء لجمهور العميد الذي اكن له كل الاحترام والمحبة، هذا من جانب، والجانب الآخر اصرار الادارة على عودتي، فكان واجباً عليّ ان ألبي الدعوة رغم انني تلقيت عروضاً عدة في الاردن وخارجها." واضاف: "كما ان جمهور العميد مشابه لجمهور الوحدات، عدا ان الامر جاء وفق شروط وضعتها أنا، أهمها بناء فريق مستقبلي وهذا ما تم الاتفاق عليه".

وأوضح عساف أنه "تم الاتفاق على شروط اهمها توفير الاستقرار من أجل بناء فريق مستقبلي من ابناء النادي ما نسبته 80%، لكن كل ذلك يحتاج الى الصبر والتخطيط السليم وفق خطة من ثلاث سنوات، وبناء على ذلك وقعت عقداً لمدة عام ونصف قابل للتجديد".

وردًا على سؤال عما إذا كانت صلاحياته فيها تداخل في الامور المتعلقة بالهيئة الادارية؟ أجاب عساف: "كلا بتاتا، هناك معادلة بناء وعمل متكاملة تصب في هدف واحد وهو المصلحة العامة، نحن سنعمل من اجل خلق استقرار مالي بعيدا عن الاجور العالية والمغالاة في ذلك، في ظل غياب الدخل الثابت".

وأشار الى كان هناك انقسام الاصدقاء والمقربين حول القبول وعدمه، لكن بنظري العودة برهنت للجميع ان الخلل في السابق عندما غادرت لم تكن في المدير الفني، وهذا اعتز به لان كافة الامور طفت على السطح وتم وضع النقاط على الحروف.

وعن تلقيه عروضًا للتدريب في الخارج قال عساف: "الحمد لله الجميع يعرف شخصيتي بأنني لا أهادن بل اعمل وفق فكر رياضي نحو الانجاز، في حقيقة الامر انني بعد تركي للعميد في شهر كانون الاول/ديسمبر من العام الماضي، تلقيت عروضا من البقعة والرمثا وسحاب، اضافة الى فريق "أحد" السعودي وعقده ضعف العقد مع العميد، لكنني اقولها للمرة الالف اعتز كثيرا بالجمهور الخليلي، وأرى ان هناك واجبًا لأن اقدم شيئاً للكرة الفلسطينية التي تعود جذوري الى فلسطين.

وعما إذا وجد الحال على ما كانت عليه؟ أجاب: "هي نفس المشاكل وقت ما تركت الفريق سابقا دون الخوض فيها، واهمها عقود اللاعبين العالية جدا وهي أعلى من الاردن، لكن رغم ذلك سأضع يدي بأيدي الادارة لمصلحة الفريق وسنحاول ازالة كل الترسبات التي من شأنها ان تلقي بظلالها السلبية على مسيرة النادي وتحقق اهدافه المنشودة". وأضاف: للعلم فان منذر ابو عمارة وحسن عبد الفتاح عقدهما يصل الى 30 الف دولار للموسم الواحد.

 وسئل: هل هناك لاعب يستحق هذه العقود العالية؟ أجاب عساف: "انا لست في موضع ان احكم على العقود، بل ما اود قوله انه يجب ان يكون هناك سقف واحد للاعب لا يتجاوز مثلا مبلغ الـ 30 الف دولار على عكس ما يجري الان، وما نعيشه خلافات بين ادارات الاندية واللاعبين في ظل غياب المصادر الحقيقية لتوفير ذلك".

وعما اذا كانت هناك عقلية احترافية للاعب الفلسطيني؟ قال  عساف: "العقلية الاحترافية غائبة، فهناك عقلية مالية، حق اللاعب ان يأخذ راتبه، لكن ما نعيشه الان لا يتصوره العقل، لاعبون يغيبون عن التدريبات وهذا مرفوض وهو ما واجهته حتى الان".

وأمام ما تحدثت عنه، هل سيكون قراركم الفيصل النهائي في حال تغيب اي لاعب عن التدريبات؟ أجاب: قرار المدير الفني هو الاول والأخير من الناحية الفنية، الملتزم بالتدريبات سيلعب ويأخذ فرصته سواء ناشئ او غيره، واعلنها بصراحة "اي لاعب سيغيب لن يكون له مكان، انا حريص على تطبيق مفاهيم الاحتراف".

وسئل: هل ستخضع لاملاءات الادارة واللاعبين؟ أجاب  عساف: لن اخضع للاملاءات حتى لو كلفني ذلك ترك المنصب حفاظا على شخصيتي ووفاء للامانة والثقة التي اوكلت لي. اقولها بصراحة انا احتاج الى استقرار لتحقيق النجاح. واشار الى أن هناك 18 لاعبا من الفريق الرديف تم اشراكهم في تدريبات الفريق الاول ، منهم من سيكون مستقبله مميز، نحو بناء فريق للمستقبل.

وسئل: يقال ان عساف مادي بحث عن عقد مالٍ مغري، ما صحة ذلك؟

 (ضحك) وقال : "الله يسامح كل من قال ذلك، لو كان الأمر صحيحاً لذهبت الى احد السعودي، فعقده ضعف عقد العميد او بقيت في الاردن واشرفت على تدريب الفرق التي قدمت لي عروضا ورفضتها وقتها، بسبب قراري اخذ فترة راحة".

اذا بقيت في قلعة العميد، هل لديكم توجهات لاحضار لاعبي تعزيز في الموسم القادم؟

أجاب "بالطبع هناك توجه حول ذلك لكن في مراكز يحتاجها الفريق وسيكون العدد ما بين 4-5 لاعبين وسيتم الاستغناء عن اي لاعب لا يثبت نفسه، حتى ان عقود اللاعب الجديد ستكون 3 سنوات من اجل بناء فريق مستقبلي".

وسئل أخيرًا هل تعد جماهير العميد بلقب كأس فلسطين؟ أجاب عساف: "انا لا أعد نهائيا لكني سأحارب من اجل تحقيق ذلك، واقولها بكل فخر، الجمهور الوفي من حقه ان ينال لقبا هذا العام، وانا اراهن بدرجة كبيرة على كتيبة العميد، لكن اقولها ليس لدي عصا سحرية".