الرباط - سعد إبراهيم
كشف خليفة العابد أحد نجوم المنتخب المغربي في مونديال ميكسيو 1986، أن المكسب الوحيد الذي استفاده من كرة القدم، هو الناس والقيمة المعنوية التي ما يزال يستمتع بها إلى حدود اليوم، منتقدًا التهميش الاتحاد المغربي للنجوم القدامي، وتجاهلهم وتجاهل خبراتهم.
وقال العابد في حوار أجراه مع موقع "فلسطين اليوم" أن الناس يوقفونه في الشارع العام لتحيته ولالتقاط صور تذكارية معه، وشكره على كل ما قدمه للكرة المغربية مضيفا "حينما ترى الناس يوقفونك في الشارع ويحيونك تتأكد أن جيلنا كسب تعاطف واحترام الجمهور، ويفتخرون بما قدمته للكرة المغربية وهو أمر لا يقدر بأي ثمن".
وأضاف العابد "كما حظينا بتقدير ملكي من المغفور له الحسن الثاني، الذي كان يشجعنا ويدعونا للاجتماع معه في الكثير من المناسبات، ناهيك عن الاتصال بنا هاتفيا قبل وبعد المباريات وهو مكسب كبير سنظل نفتخر به ما دمنا أحياء".
وقال خليفة بشأن الاستفادة من الجانب المادي "إن المال كان قليلا في تلك الفترة ولم يستفد الشيء الكثير"، وأضاف "لكن الله هو الغني وهو الرزاق، ولكن ما كسبناه من عشق واحترام المغاربة أكبر من كل الأموال، لن أنسي فضل كرة القدم علي كلاعب حر يعرف قيمة الرياضة ويحترم مبادئه".
وكشف العابد أن الكرة المغربية لا تستفيد من نجومها الكبار، من جيله خليفة ومن الجيل الذي قبله عكس ما نشاهده في بقية دول العالم، موضحا بقوله "لكي أكون واضحا، فقد بادر الدكتور حسن حرمة الله، الذي أوجه له تحية كبيرة، حينما كان مديرا فنيا وطنيا إلى إعادة الاعتبار إلى قدماء اللاعبين الذين صنعوا تاريخ الكرة المغربية ضمن مشروع كبير وهادف وطموح، لكن للأسف توقف كل شيء مع رحيله وإبعاده بالطريقة التي تابعها الجميع من قثبل الاتحاد المغربي وللأسف لا افهم كيف لنا ان نفرط في كفاءات مثل حرمة الله بهذه البساطة، واستبدالهم بأناس أقل كفاءة ومعرفة بخبايا الكرة المغربية".
وتساءل خليفة عن الإضافة التي قدمها الفرنسي جون بيير مورلان للكرة المغربية منذ تعيينه قبل سنوات مسؤولا عن التكوين؛ وأكد "على الرغم من الأجر الكبير الذي تتحمله خزينة الاتحاد المغربي لم يقدم شيء يُذكر، فلا يعقل أن يتم تهميش جيل لعب الكرة في أعلى مستوياتها بهذه الطريقة، فحتى بعض اللاعبين السابقين المصريين والتونسيين والجزائريين، حينما يلتقون بجيلنا انا والتيمومي والبويحياوي ولمريس، يصدمون لأننا أُبعدنا عن الميدان، لم يُلتفت إلينا للاستفادة من خبرتنا التي جمعناها طيلة حياتنا التي قضيناها في الكرة".
وشدد العابد أن هناك فوضى عارمة في هذا المجال، فالعديد من الدوليين السابقين وجدوا مشاكل وعراقيل لا حصر لها حينما حاولوا دخول مجال التدريب والخضوع لدورات تكوينية لنيل الشهادات، على الرغم من أنهم أولى بذلك، مضيفًا أن جميع دول العالم تحرص ألا تضيع الخبرة والتي جمعها لاعبوها السابقون، عكس ما يحدث في المغرب.
واختتم العابد تصريحه قائلًا "فبعد تحقيق التأهل للمونديال بعد 20 سنة من الانتظار، ماذا كان سيخسر الاتحاد المغربي لو استدعى الجيل الذي حقق أول وأفضل إنجاز في كأس العالم، وتذكير لاعبي المنتخب الوطني الحاليين بما صنعناه، وتحفيزهم على معادلته أو حتى التفوق عليه لأن الدور الثاني صار مكسبا الآن وعلينا التفكير في تجاوزه، أمام مسألة المشاركة من أجل المشاركة فهو أمر أكل عليه الدهر وشرب، تهميشنا موضوع كبير ومحزن".