المدرب واللاعب خضر عبيد

لعل أكثر نجوم فلسطين إثارة للجدل ، المدرب واللاعب خضر عبيد ، الذي ولد وكرة القدم بين يديه ، وتعالى على آلام اليتم ،  متخذاً من حارات بلدة القدس القديمة موئلاً لنبوغه الكروي ، ليتنقل بسرعة بين عدة أندية ، قبل الانطلاق مبكراً إلى عالم الاحتراف ، الذي اخذه إلى ملاعب خيرة أندية الجارة الأردن .

  ومثلما كان ابو معن مثيراً للجدل بكثرة تنقلاته كلاعب ، أصبح مثيراً  للجدل أكثر ، عندما أصبح مدرباً ناجحاً ، عرف كيف يحلب في آنية البطولات، رافعاً لواء التحدي في كلّ الاندية التي دربها ، ومحققاً رقم قياسياً في البطولات ، سيكون محرجاً لكل مدربينا مستقبلاً .

 من خاصرة القدس بالعيسوية ، إلى جبل المكبر ، فالأهلي ، فسلوان ، فشباب الخليل ، وهلال القدس كان للرجل في كلّ بطولة نصيب ، دون أن يمنع ذلك من تزايد الحديث حوله ، مشيداً بنجاحاته المختلفة ، واخذاً عليه بعض المواقف ، التي قد لا يكررها لو رجع به الزمن الأول !

باحترافية تعامل أبو معن مع حواري ، وباحترافية راوغني في بعض الاجابات ، لنخرج بهذه الباقة الرياضية ، من بستان الجوال المقدسي أبو معن .

-    اسمي خضر محمد صالح عبيد ( ابو معن ) من مواليد القدس يوم 1/2/1968 ولقبي وانا صغير كاكي ، وفي التدريب  شيخ المدربين .

-     كانت بدايتي مثل معظم اللاعبين في حارات البلدة القديمة بالقدس ، وكنت ألعب في منطقة في باب الحديد ، واحياناً عند باب المجلس ... وتواصل الأمر في مدرسة الأيتام " دار الأولاد " التي كانت تشتمل على ساحة ، كنا نلعب فيها وفي ملعب ترابي مجاور كرة القدم  ... من هنا تفتحت موهبتي ، فأخذني الرياضي موسى الخرس ، لألعب مع فريق البراعم في نادي الموظفين ، قبل أن أنتقل إلى براعم  هلال القدس ، مع المدرب سمير عبد الكريم ، والأستاذ معن القطب ، فتطورت موهبتي... لأنتقل لاحقاً إلى جمعية الشبان المسيحية ymca ) ) للعب مع المدرب النموذجي ، الاستاذ عقيل النشاشيبي ، الذي رفّعني مباشرة الى فريق الأشبال ، فصرت ألعب كلّ يوم جمعه مباراتين ، مع البراعم ، ومع الأشبال ، وبعد أقل من سنة ، تمّ ترفيعي لفريق الناشئين ( الثاني) .

-    ومع معظم أولاد حارتي لعبت مع نادي أبناء القدس ، وهنا حصلت احدى "النهفات" الرياضية في حياتي ، حيث كانوا في الجمعية ينادون عليّ " كاكي" وقد انتقلت معنا ألقاب الدلع إلى نادي أبناء القدس ، مع الأشبال ،  ومع الناشئين ، وفي أبناء القدس برزت كهداف للفريق ، ولم ألعب مباراة دون ان أسجل فيها !

-    وعندما حصلت مشكلة في الفريق الأول لهلال القدس ، عرض علي الانتقال إلى ناشئي الهلال بشكل رسمي ، ومباشرة تمّ ترفيعي للفريق الأول ، كأصغر لاعب في الفريق ، وذلك في الأيام الأخيرة للكابتن موسى الطوباسي  ، الذي كان لي الفخر في اللعب معه .

-    هناك الكثير من المدربين ، الذين  لهم فضل عليّ ، وقد ذكرت معظمهم ، ولن انسى هنا المرحوم مفيد سماره ، وأخوه عادل سماره  ، وكذلك الراحل ماجد ابو خالد ، وإبراهيم نجم .

-     قصتي مع الاحتراف الخارجي طويلة ، فبعد الانتهاء من دراستي في الثانوية العامة سنة ١٩٨٧ في القدس ، نصحني الأخ مفيد جبر بالذهاب للأردن ، لدراسة التربية الرياضية هناك ، وفعلاً حصلت على كتاب من الهلال ، وذهبت إلى الأردن ،  وتدربت مع الوحدات ، الذي أعجب مسؤولوه بمستواي ،  ولكن فترة التسجيل كانت منتهيه ... يومها قدمت أوراقي للجامعة ، وخلال فترة اختبارات القبول للجامعة ، جاءني السيد معاذ خير ، وقال لي : إذا انضممت لنادي عمان ، سأحضر لك قبولاً في الجامعة  ، فقبلت الفكرة ، وتدربت مع نادي عمان ، وكان الجميع معجب بأدائي ، إلا المدرب المصري احمد سوكارنو ، الذي لم يشركني في أيّ مباراة ، ولم يوافق على تسجيلي في الكشف .

-    بعد ذلك تمّ ضمي لمنتخب الجامعة الأردنية ، فأصبحت الأندية تتصل بي للعب معها ، وخاصة الجزيرة ، من خلال الدكتور بسام هارون ، فيما طلب مني أحد حراس الجامعة بأن أجرب حظي مع الفيصلي ، فذهبت لمسابقة الاختيار ، وكان معي في الاختبارات ماهر العبكه قادماً من ثقافي طولكرم  ، وكان الكابتن غسان البلعاوي ، والكابتن باسم تيم قادمين من الوحدات للفيصلي ، وبصراحة  لم أتوقع النجاح بين هذه الكوكبة ، ولكن - والحمد لله - برزت في التدريب بشكل واضح ، متجاوباً مع استفزاز المدرب المرحوم  مظهر السعيد ، الذي قال لي : اثبت قدراتك .

-    وبدأت المغامرة  الاحترافية ، حيث لم أعلم في البداية  أنني ممكن أن أستفيد من كرة القدم مادياً ، بعد أن كنت أدفع من جيبي سابقاً ، فقدم لي الفيصلي عرضا ماليا مغريا ، فلعبت للفيصلي موسمين ، قبل الانتقال للوحدات ، في الفترة الذهبية بالنسبة لي ، مع الإشارة إلى أنني لعبت في الفيصلي ظهير أيمن ، وبعد إجراء نجم العرب رائد عساف عملية جراحية ، اختارني الوحدات لتغطية مكانه ، والحمد لله لعبت هناك ٣ مواسم ناجحة .

-    قصتي مع المنتخب لم تكن طويله للأسف ، فكنت كابتن للمنتخب الوطني المشارك في خمس مباريات وديه في بريطانيا ، ولم استطع العمل طويلاً في تدريب المنتخبات ، بسبب ظروف عملي ، واقتصر الأمر على عملي مدربا عاما مع المدير الفني موسى بزاز ، في مباراة منتخبنا مع منتخب الإمارات الودية ، التي  كانت مباراة رائعة ، أبلى فيها اللاعبون بلاء حسنا .

-    أفضل من شكلت معه ثنائيا الكابتن يوسف العموري ، والكابتن إبراهيم سعديه ، أمّا محلياً فمع ربحي الرجبي حتى نهاية حياتي الكروية ، وقبلها مع عماد الزعتري  ، ومحمد الترياقي ، وفادي لافي.

-    مع الأسف لم تنظم لي مباراة اعتزال ، بسبب انتفاضة الأقصى  المجيدة الثانية  ، وتوقف النشاط الرياضي .

-    مثلي الأعلى في الملاعب الاستاذ عقيل النشاشيبي ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، وخارج الملاعب والدتي رحمة الله عليها التي ربتنا أيتاما.

-    بدأ مشواري التدريبي في العيسويه ، حيث صعدت بالفريق ، وشكلت منه فريقاً مميزاً ، فاز على فرق كبيره ، لأنتقل لتدريب جبل المكبر في أول دوري ، حيث  كان الهدف البقاء في الممتازة ، وقد نجحت مع جبل المكبر في المنافسة ، والوصول إلى المركز الثالث ، قبل انتقالي للأهلي ، والصعود معه إلى الاحتراف ، ثم الثبات في الاحتراف  ، ثم صعدت مع سلوان من الدرجة الثانية إلى الاحتراف الجزئي ، ثم إلى دوري المحترفين .. بعد ذلك دربت شباب الخليل ،  وحصلت معه على كأس السوبر ، وبطولة الدوري  ليكون أهم إنجاز لي مع هلال القدس ، حيث حصلت معه على بطولة الدوري ثلاث مرات متتاليه ، اضافة إلى بطولة الكأس ، وبطولة السوبر مرتين ، وكأس فلسطين ، دون نسيان الإنجاز الجيد على مستوى البطولة الآسيوية... وفي فترة صعود الأهلي للاحتراف دربت أيضاً هلال القدس ، خلفاً للكابتن القدير جمال محمود ، وحصلنا على بطولة الدوري .

-    للأسف هذا العام لم أنجح في تحقيق هدفي في الحصول على بطولة الدوري للسنة الخامسة على التوالي مع شباب الخليل .

-    ارى أنّ الدوري الاحترافي بحاجة إلى تنظيم أكثر ، حتى يرتفع المستوى ، لذلك أقول بصراحة : للأسف دورينا ضعيف ، وأعترف كمدرب أنّ النجاح يأتي من الروح القتالية ، والإخلاص في الإداء ، فالأمر بعيد عن التكتيك الخططي ، لأنّ معظم اللاعبين لا يؤدون واجباتهم التكتيكية ، وتمركزهم غير مفهوم ، لذلك يظهر التذبذب في مستوى الفرق .

-    هناك فرق في مستوى الدوري بين غزه والضفة ، ففي غزه  الدوري أنجح جماهيرياً ، وفي الضفة المستوى أعلى ، وقدرات اللاعبين هنا افضل ، لان معظم لاعبي غزة المميزين يلعبون في دوري الضفة .

-    لاعبي المفضل محلياً عدي الدباغ ، وعربيا رياض محرز ، ودوليا ميسي رغم  اشجع ريال مدريد.

-    مدربي المفضل محلياً عبد الناصر بركات ، وعربياً عبد الله ابو زمع ، ودولياً مورينيو .

-    من النجوم الذين  أتوقع لهم التألق هاني عبد الله ، وخيري عابدين ، ومحمد اديب ديرية ، ومحمد أبو ميالة

-    طموحي المستقبلي التدريب خارج فلسطين ، فأتمنى ان تتاح ليّ فرصة التدريب في الدول العربية ، الاردن أو الخليج .

-    لو رجع الزمان لن أسجل في مرمى شباب الخليل دون وجود منافس ، لأنّ ذلك  منعني من دخول الخليل لمدة خمس  سنوات ، ولو رجع الزمان لن أشارك بتاتاً في أيّ نشاط  مع الجانب الآخر ، ولو رجع الزمان أكيد سأشرك حارس المرمى كمهاجم إذا حكمتني الظروف ، كما حصل معي سابقاً ، ولو رجع الزمان لن أغير أسلوبي في تصريحاتي الصحافية ، رغم أن هناك انتقادات لي بسببها ، ولكن أحترم هذه الانتقادات ، وأنا مقتنع بأسلوبي في التعامل مع الصحافة .

-    في الوقت الحالي ، وبسبب ظروف عملي لا أستطيع تدريب أحد المنتخبات ، ولكن اذا اقتضى الامر ذلك ، بإيجاد حلّ ، سأقبل إذا كان العرض يناسبني

-    أقول لأندية غزة : كان الله في عونكم .. أرفع لكم القبعة ، وأنتم تصمدون في هذه الظروف الصعبة ، متمنياً لكم مواصلة الاهتمام بالفئات العمرية ، فأنتم دائماً منبع للنجوم .

-    أتمنى على اتحاد الكرة وضع روزنامة واضحة لجميع البطولات ، من أول يوم إلى آخر يوم في الموسم ، دون حدوث اي تغيير ، مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ المشاركات الخارجية ، وعدم توقف البطولات بتاتاً ، وأمنيتي الثانية أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

قد يهمك ايضاً :

إصابة سفير مونديال قطر 2022 بفيروس كورونا

وزارة الصحة القطرية تعلن تسجيل 929 إصابة جديدة بفيروس كورونا