توقيع الاتفاقية بين فلسطين وقطر

وقع رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، ورئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، اليوم الأحد، أول اتفاقية تعاون رياضي بين البلدين وأقيم حفل التوقيع بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور سفير دولة فلسطين لدى قطر منير غنام، والعديد من الشخصيات الرياضية والإعلامية، الى جانب بعثة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، التي تقيم معسكراً تدريبيا في قطر حالياً.

وأعرب الشيخ حمد عن سعادته بتواجد المنتخب الفلسطيني في قطر، آملا في أن ينجح الفريق بالتأهل إلى الدور الثاني من التصفيات التي يخوضها على المستويين القاري والدولي، ومشيراً الى أهمية تواجد فلسطين في كل تلك المسابقات التي لها وزن كبير في المحافل الدولية وأكد اعتزاز قطر بتوقيع أول اتفاقية تعاون في المجال الرياضي مع فلسطين، مشيراً الى أن قطر تسعد بالتطور الكبير في الرياضة الفلسطينية، وأن واجبها الوقوف الدائم الى جانب فلسطين، والمساهمة في دفع وتشجيع تلك النهضة التي هي مكسب لكل العرب.

وقال "نحن كقطريين وكعرب، بحاجة الى أهلنا في فلسطين، وعلينا أن نقف الى جانبهم دوماً من باب الالتزام بتوفير كل أسباب الصمود لهم" وأشاد الشيخ حمد بالدور الكبير للواء الرجوب في وضع الرياضة الفلسطينية على السكة العالمية، مُعتبراً أن المؤسسة الرياضية الفلسطينية أصبح لها ثقل عربي وإسلامي وعالمي، أضاف لها الكثير على مستوى تطوير الرياضة، وأخذ فرصتها ومكانها المرموق.

من جانبه، أكد الرجوب أهمية العلاقة الرياضية بين فلسطين وقطر، مشيراً الى حالة الانسجام والتعاون الدائمة بين المؤسستين الرياضيتين، وأهمية تأطير هذه الحالة والعلاقة المُميزة من خلال توقيع اتفاقية تعاون بين المؤسستين وقال إن رئيس الاتحاد القطري شكل قاسماً مشتركاً على مستوى المجموعة العربية والقارية والدولية في ظل تجاذبات وانقسامات كبيرة شهدتها المنطقة، وهذا يدلل على القيمة الكبيرة للرجل الذي غلب مصلحة الرياضة ومصلحة العرب على كل تلك التجاذبات.

وأضاف الرجوب "سنكون المستفيد الأول من توقيع هذه الاتفاقية التاريخية، لكن قطر أيضا ستستفيد بأننا نوظف ونجير تجربتها النموذجية الحديثة، ونطبقها بإصرار وإرادة صادقة ونواصل التطوير في رياضتنا بإسنادها ودعمها المتواصل لنا".

وأشار الى أهمية توظيف التجربة الرياضية القطرية، في بناء مؤسسة رياضية وطنية فلسطينية قادرة على صناعة كل عناصر اللعبة، بشكل يجعلها قادرة على الثبات والصمود بإرادة قوية أمام كل مخططات وسياسات الاحتلال العنصرية التي تهدف بشكل دائم الى تدمير الرياضة الفلسطينية وإغلاق كل أبوب التطور والانفتاح للشباب الفلسطيني ومنع احتكاكه بمحيطه العربي والإسلامي.

وشدد الرجوب على حرص الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ومكتبه التنفيذي، على بقاء الرياضة عنصراً موحداً لكل الفلسطينيين، وبقاء بعدها عن التجاذبات السياسية والأجندات الشخصية، مشيراً الى أن المنتخب الوطني كان وسيبقى جامعاً لكل الفلسطينيين في كل في كل أماكن تواجدهم.

وأعرب عن أمله في أن يشكل توقيع الاتفاقية الحالية مع قطر وما سبقها من توقيع اتفاقيات مع الجزائر والمغرب، حافزاً عن كل امتدادنا العربي والإسلامي من أجل الوقوف عند التزاماتهم وفتح الآفاق لحماية الرياضة الفلسطينية وبناء جسور التواصل معها، لتفويت الفرصة على كل محاولات تدميرها وإضعافها المُتواصلة من قبل الاحتلال العنصري.

وأشاد الرجوب بحرص الاتحاد القطري على وضع شرط زيارة الوفود الرياضية الى فلسطين، معتبراً أن ذلك يُعبر عن الفهم القطري الصحيح لأهمية زيارة الشعب الفلسطيني وكسر الحصار عليه، والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وإيصال رسائل الثقة والأمل له بامتداده العربي الصادق تجاهه.

ونقل الرجوب اعتزاز وتقدير النظام السياسي الفلسطيني مُمثلا بالرئيس محمود عباس، واعتزاز زملائه بالمكتب التنفيذي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بجهود دولة قطر في الوقوف الى جانب الرياضة والشباب في فلسطين وأعرب عن أمله في نجاح قطر بإتمام فرحة العرب والمسلمين جميعهم بتنظيم كأس العالم 2022 والذي يعتبر انجازاً تاريخيا لكل العرب والمسلمين.

وانتهز الرجوب فرصة تواجد لاعبي منتخبنا الوطني في حفل التوقيع، ليشيد بالمستوى الكبير الذي ظهر به الفريق في التصفيات الآسيوية المُزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018، وكأس آسيا 2019، معرباً عن أمله في نجاح الفريق بحصد بطاقة التأهل الى الدور الثاني من المنافسات الحالية، التي ستشهد مواجهة الأبيض الإماراتي الشقيق في الـ24 من الشهر الجاري في أبوظبي.

وقال الرجوب "ليس أمامنا إلا الفوز أمام الشقيق الاماراتي، وآمل أن يدرك لاعبونا حجم المسؤولية المُلقاة على عاتقهم من أجل إسعاد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالعالم" وأضاف: نحن نحب الامارات ونحب رئيس الاتحاد الإماراتي، لكن الرياضة بالنسبة لنا وسيلة نضالية ومحطة ومنبر لعرض عذاباتنا المتواصلة، وفي نفس الوقت هي منبر لعرض ارادتنا وإصرارنا على الحياة من خلال تمسكنا بالمنظومة الإنسانية من بوابة الرياضة.

وأشار الى أن جميع الدول العربية والإسلامية ستكون سعيدة بإنجازات فلسطين الرياضية، بمن فيها الإمارات بقيادتها وحكومتها وشعبها الأصيل الكريم وتشمل الاتفاقية التي تم توقيعها، التعاون في مجالات التسويق الرياضي، والترويج، والمنشآت الرياضية، والمجال الدراسي والبحث الرياضي، والتدريب الفني والتكيف، والحكام، وإدارة كرة القدم والاتجاهات الفنية، وتطور اللعبة وتطوير اللاعبين الموهوبين، وكرة القدم النسائية، ومنتخبات الشباب، وكرة القدم للصالات، والعلم الرياضي الخاص بكرة القدم، والطب الرياضي، وتحديث اللوائح والقوانين وتطويعها من أجل تطوير الرياضة.

واختتم توقيع الاتفاقية، بتبادل الهدايا التذكارية بين الرجوب ونظيره القطري، إلى جانب إهداء قائد المنتخب الوطني عبد اللطيف البهداري، قميص "الفدائي" للشيخ حمد بن خليفة، موشحا باسم الأخير كتقدير له على جهوده في الوقوف الى جانب الرياضة الفلسطينية.