القدس - فلسطين اليوم
في بداية كل موسم انتقالات، يَكثُر الكلام داخل الوسط الكروي عن وجود أجانب (وفي الغالب أفارقة وعرب) بين صفوف فرق الدوري المصري بدرجتيه. وكثُر الجدل حول هذا الموضوع في بداية الموسم الحالي، وتم السماح بقيد أربعة لاعبين أجانب بالإضافة إلى لاعبين من سوريا أو فلسطين، بحيث من الممكن أن تضُم قائمة كل ناد ستة لاعبين غير مصريين، يكون من بينهم على الأكثر خمسة داخل المستطيل الأخضر منهم ثلاثة أجانب.
وتباينت آراء الخبراء الكرويين في هذا الأمر، هل هو في صالح الكرة المصرية والمنتخب القومي أم لا؟ وأيضاً هل هذا العدد يزيد من قوة الدوري المصري ويرفع مستوى اللاعبين المصريين أم لا؟ وهو أمر مُحَيِر، خاصة أننا اليوم نفتح باب القيد الشتوي وفي الحقيقة أن مصلحة المنتخب القومي تَطغِى على باقي الأنشطة، ولذلك وَجبَ علينا دراسة الفائدة من عدمها في تواجد هذه الأعداد من اللاعبين، خاصة أن الموارد المالية في معظم الأندية المصرية ما عدا الزمالك والأهلي تجعل استجلاب أجانب (أفارقة) ذا مستوى محدود، لأن المَهاريين منهم يِفَضلون الذهاب إلى أوروبا والصين ودول الخليج، حيث ترتفع رواتبهم ويحصلون على ما لا تستطيع الأندية المصرية دفعه.
وأيضاً يجب أن يكون أمامنا حقيقة أن المستفيدين الأكثر هم الأندية القادرة مادياً، وذلك على حساب باقي الأندية. والحقيقة أنني قرأت وتحاورت مع من هم أكثر دراية وخبرة بهذه الأمور، ولكنني دائماً أقف أمام حقيقة نعيشها الآن سواء في منتخبنا القومي أو في الأندية، وهي عدم وجود اللاعب المصري الذي نستطيع أن نعتمد عليه في العديد من المراكز، وللأسف ليس مركزا أو اثنين، ولكن أكثر من ذلك حتى حين يتوافر هذا اللاعب، يكون لاعبا واحدا فقط ليس له بديل، وعلى سبيل المثال لا الحصر، مركز حارس المرمى وصانع الألعاب والمهاجم الصريح. وباتت هذه المراكز مشكلة في المنتخب أو الأندية، خاصة في حالة إصابة اللاعب المُمَيز في هذه الأماكن.
وبطبيعة الحال عندما يُفكِر مدير فني لأي ناد في استقدام لاعب أجنبي، من المؤكد أن تفكيره سوف يتجه نحو لاعبين في هذه الأماكن، ويعتمد عليهم في جميع مبارياته، وبالتالي هنا لن نجد فرصة للاعب المصري لكي يأخذ فرصته في العطاء والظهور.
حقيقة لا أعلم أين المصلحة في هذه الحِسبة الصعبة هل وجود هؤلاء الأجانب يزيد من حماس المصريين، ويكونون حريصين على الاجتهاد والسعي إلى التميُز، أم يدفعهم إلى الاستسلام لعدم وجودهم أساسيين في المباريات.
لابد من دراسة وليشترك فيها جميع المتخصصين وذوو الخِبرة حتى نصل إلى الأفضل للكرة المصرية.