سباق دراجات

إما الإلغاء أو التأجيل أو الإقامة بدون جمهور... تلك هي السيناريوهات الثلاثة المحتملة لسباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دو فرانس)، في ظل أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي ألقى بظلاله على عدد كبير من المنافسات الرياضية في مختلف أنحاء العالم.

وبعد أن جرى تأجيل دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة اليابانية طوكيو إلى العام المقبل وكذلك تأجيل كاس الأمم الأوروبية (يورو 2020) إلى العام المقبل أيضا وإلغاء بطولة ويمبلدون للتنس، قد يخلو العام الجاري أيضا من واحدة من أبرز المنافسات الرياضية، وهي سباق تور دو فرانس.

ومن المفترض أن ينطلق سباق تور دو فرانس، أبرز سباقات الدراجات، في 27 حزيران/يونيو المقبل من مدينة نيس ويختتم في العاصمة الفرنسية باريس في 19 تموز/يوليو، لكنه الآن بات مهددا بالتأجيل أو الإلغاء في ظل استمرار أزمة الوباء.

وتسجل فرنسا حاليا نحو 500 حالة وفاة يوميا بسبب فيروس كورونا المستجد وقد فرضت السلطات قيود صارمة ضمن الجهود للحد من انتشار العدوى.

وفي ظل هذه الظروف، بات من الصعب توقع أن يصطف الملايين من المتفرجين على جوانب الطرق بفرنسا، بعد أقل من ثلاثة أشهر، لمتابعة منافسات تور دو فرانس.

لكن المنظمين لا يزالوا يحاولون إيجاد الحلول لإقامة السباق، وقد حددوا 15 مايو موعدا أخيرا لاتخاذ القرار النهائي.

ولا يعد سباق تور دو فرانس مجرد فعالية رياضية لها تاريخ طويل فقط، وإنما يشكل جزءا مهما من الثقافة الفرنسية.

ففي كل عام، تتزين العديد من المدن في شهر يوليو باللون الأصفر وكثيرا ما تشهد فعاليات السباق زيارة من الرئيس الفرنسي، حيث حضر الفعاليات من قبل كل من نيكولا ساركوزي وفرانسوا أولاند كما حضر الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في نسخة العام الماضي.

ولم ينهار السباق إثر ما جرى الكشف عنه بشأن فضيحة المنشطات المتعلقة بالدراج السابق لانس آرمسترونج، وإنما لا يزال يشكل حدثا "ذو أهمية قصوى" حسب ما ذكرته وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا موريسينينو.

وتوقف السباق في الماضي فقط بسبب كل من الحربين العالمية الأولى والثانية.

ولا تزال نسخة العام الحالي تواجه أكثر من سيناريو محتمل في ظل الأزمة الحالي، وقد اقترحت موريسينينو فكرة إقامة السباق بدون جمهور، مثلما حدث في سباق باريس-نيس في مارس الماضي.

وقال الألماني إيمانويل بوخمان، الذي أحرز المركز الرابع في سباق العام الماضي، إن الاقتراح يشكل خيارا مناسبا.

وأضاف بوخمان /27 عاما/ في تصريحات لصحيفة "شبورت بيلد" :"نحن جميعا متحمسون للسباق، سواء أقيم بحضور جماهير أو بدون. ستكون إقامته بالتأكيد أفضل من عدمها."

لكن كريستيان برودوم مدير سباق تور دو فرانس رفض فكرة إقامة السباق بدون جماهير، وهو ما يرجح سيناريو التأجيل.

ويحمل السباق الفرنسي أهمية كبيرة لدى العديد من الفرق حيث تجمع من خلاله نسبة تتراوح ما بين 70 و80 % من عائدات الرعاية.

وقال رالف دينك مدير فريق بورا-هانزجروه الألماني، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "هذا السباق هو الأكثر أهمية في العام، ليس فقط بالنسبة لنا وإنما بالنسبة للرعاة. وإذا أقيم، يمكن تجاهل كل شيء (سباق) آخر".

ويواجه الاتحاد الدولي للدراجات حيرة شديدة بشأن إعادة جدولة المنافسات.

وقال دينك "لدينا سباق فرنسا وسباق جيرو دي إيطاليا (سباق إيطاليا الدولي الذي تأجل بالفعل ولن يقام في مايو)، وسباق إسبانيا وخمسة سباقات كبيرة أخرى. وإذا أمكن توفيقهم جميعا خلال هذا العام، سينقذ بذلك موسم الدراجات."

وتجدر الإشارة إلى أن أي منافسات للدراجات لن تقام قبل أول يونيو المقبل، وربما بعد ذلك بفترة.

وقال ريناتو دي روكو نائب رئيس الاتحاد الدولي للدراجات إن هناك ثلاثة مواعيد محتملة لإعادة بدء الموسم، هي أول يوليو و15 يوليو وأول أغسطس، حيث سيجرى منح الدراجين مهلة لمدة شهر للاستعداد، وقد تتخلله سباقات صغيرة، وبعدها يمكن أن ينطلق السباق الفرنسي، ربما يكون ذلك في أغسطس.

لكن في ظل كل السيناريوهات والاحتمالات المطروحة، لا يزال الأمر يتوقف بشكل كبير على تطورات أزمة وباء فيروس كورونا.

قد يهمك ايضاً :

حجر صحي لفريق كوفيديس للدراجات الهوائية حتى 14 آذار الحالي

أبرز المناظر الجذابة التي تلفت الأنظار في "هوم"الكرواتية