ترميم "قطار الشرق السريع"

أنفقت فرنسا أكثر من 14 مليون يورو، من أجل ترميم "قطار الشرق السريع" (Orient Express)، أحد أقدم وأفخم القطارات في العالم، حيث عملت الشركة المشغلة لسكك الحديد في فرنسا "SNCF" قرابة 7 سنوات، لترميم القطار بعناية ودقة، منفقة ملايين الدولارات من أجل إعادة "القطار الأسطوري" إلى الحياة.

واستعادت "SNCF" المخططات الأصلية للقطار، واستخدمت أفضل النسخ المتماثلة، من كل المواد المستخدمة في العربات القديمة، لعرضها في باريس، وفي الوقت الراهن، تعرض 7 عربات من "قطار الشرق" في محطة "Gare de l'Est" في باريس، إلا أن "SNCF"، تفكر جديا في إعادة إطلاقه.

وأجرت الشركة المشغلة لسكك الحديد في فرنسا، بحثا مكثفا على عربات "Orient Express" التاريخية، فوجدت بعضها في بولندا بالقرب من الحدود مع بيلاروس، وهي الآن مجموعة من 16 عربة، 9 منها للنوم و4 صالونات.

وأسرت طريق الشرق الأسطورية، التي سار عليها القطار، خيال الروائيين، بمن فيهم، أغاثا كريستي، في رواية "القتل على طريق الشرق السريع" التي صدرت في ثلاثينيات القرن العشرين، والتي ألهمت عدة أفلام في هوليوود.

وانطلق "قطار الشرق السريع"، في آخر رحلة له من باريس إلى اسطنبول، في عام 1977، حيث أسدل الستار على قرن تقريبا من الرحلات، حمل خلاله القطار المسافرين على الطريق من أوروبا الغربية باتجاه شواطئ البوسفور في تركيا، حيث ظهرت العربات المعروضة في باريس مستوى مرتفعا من الرفاهية والفخامة، من مقاعد وطاولات خشبية ملونة بشكل رائع.

وقال غيوم دي سان لاجر، المدير التنفيذي لشركة "Orient Express": "لاستعادة القطار، ذهبنا إلى أرشيفنا للعثور على الخطط الأصلية وعينات الأنسجة وما إلى ذلك. من الواضح أنه استثمار كبير، لكنه استثمار في تراث السكك الحديد. آمل في أن يكون معرض باريس بداية جديدة للقطار".

ولكن هل سيتم إعادة إطلاق "Orient Express" مرة أخرى بين باريس واسطنبول؟
سؤال أجاب عليه المدير التنفيذي للشركة المشغلة لسكك الحديد في فرنسا غيوم بيبي قائلا: "نحتاج إلى النظر في حالة العربات، وتقييم الظروف لمعرفة ما إذا كانت تتوافق مع مواصفات الأمان الموجودة في أوروبا"، وأضاف قائلا: "نقوم بالأعمال الفنية الآن، ونأمل في أن نتمكن من اتخاذ قرار إيجابي هذا الصيف".