واشنطن - رولا عيسى
يتخذ الغزال الآسيوي موقعه تحت الشجر في بيتورث غرب ساسكس في إحدى الحدائق بالقرب من البحيرة، ويستحم الغزال في الضوء الذهبي للشمس في مشهد يشبه لوحات الفنان تيرنر.
ويختلف المشهد قليلًا عن المشهد الذي جسده الفنان في أوائل القرن الـ 19، حيث تتجول حوالي 800 من الغزلان البحرية في إحدى الحدائق، وتجتمع بعد أن قضت معظم العام في قطيع أحادى الجنس، وأثناء مرحلة المغازلة تنجح الغزلان الذكور في السيطرة على الإناث والدفاع عنهم من الذكور المنافسين.
وتحظى الغزلان بإستراتيجية أخرى عند التزاوج تتمثل في التجمع ضمن حلقة للقتال أمام الإناث، حيث تحرك ذكور الغزلان ذيلها يمينًا ويسارًا أثناء الوقوف بجانب إناث الغزلان الذين وقع عليهم الاختيار.
وفي منتصف حلقة التزاوج يقف الغزال الرئيسي ويصدر صوتًا قويًا يشبه الزئير حتى تبرز "تفاحة آدم" في عنقه، ويستطيع بذلك جذب ضعف عدد الإناث التي يجذبها الغزال الذي يقف في حلقة القتال لاختيار الأنثى التي يرغب فيها.
ويبدأ الغزال الرئيسي في السير بهدوء خلف كل أنثى واستنشاق رائحة أردافها للتأكد من استعدادها للتزاوج، وإذا ما لمح الغزال الرئيسي غزالًا آخر يحاول الدخول إلى أرضه فإنه يواجهه.
ويندلع القتال بين اثنين من ذكور الغزلان ويحدث الاشتباط من خلال القرون في رأسهما، ويبدو الأمر وكأن كل واحد منهما ينظر إلى صورة طبق الأصل منه، وتحدث ضجة شديدة نتيجة ارتطام الرأسين وتشابكها وكأنها تلعب دور الأيدي في العراك العادي.