أوتاوا _ فلسطين اليوم
وجد علماء الفلك دليلا على أن نيزك بحيرة تاغيش " Tagish Lake" النادر الذي سقط في كندا عام 2000، جاء من حزام كايبر الذي هو عبارة عن منطقة بالنظام الشمسي الخارجي، خلف مدار نبتون.
ففي يناير/كانون الثاني عام 2000 سقط نيزك ناري في بحيرة "تاغيش" المتجمدة في كندا، وحولت كرة النار تلك الكثير من الصخور الفضائية، وهي في حجم سيارة، إلى بخار، لكنها تركت ما يكفي من حطام على السطح الجليدي ليجمعه العلماء ويعكفوا على دراسته.
وقد قال كلارك تشابمان من معهد نيو ساينتست لأبحاث الجنوب الغربي في بولدر بولاية كولورادو إن "هذه النيازك هشة جدا، فهي أشبه بالتراب أكثر منها بالصخور الصلبة، وغالبا ما تحترق وتتحطم". وأضاف إنهم تمكنوا من جمع "بضعة كيلوغرامات من نيزك كان قطره 5 أمتار عندما ضرب الغلاف الجوي للأرض".
وأشار تشابمان وفريقه إلى أن النيزك لا يشبه أي نيزك آخر كان قد سقط على وجه الأرض ويعتبر لذلك نيزكا نادرا، مضيفا إن "تركيبته تشبه إلى حد كبير الشمس نفسها" وهو يحتوي على كميات غير مألوفة من الهيدروجين والنيتروجين فضلا عن وجود العديد من المواد العضوية التي تشكلت على الاغلب في غيوم (سُدُمِ) الجزيئات الباردة من الغاز والغبار والتي تشكلت منها المجموعة الشمسية.
وفي الواقع فإن هناك العديد من الشهب والنيازك التي سقطت على سطح الأرض وجميعها قادم من حزام الكويكبات وهو منطقة تقع بين كوكبي المريخ والمشتري ما عدا نيزك تاغيش الذي جعل العلماء يدرسون فرضية جديدة حول أصول هذا النيزك القريب تقول بإمكان تصادمه مع كوكب ما منذ حوالي 4 مليارات عام.
واستنادا إلى قول العلماء فإن منطقة الحزام بالذات في النظام الشمسي تشهد الكثير من التصادمات فيما بين أجرامها، نظرا للعدد الكبير من الكويكبات فيها، ويؤدي التصادم عادة إلى تفتت الكويكب إلى أجزاء صغيرة عديدة، بعضها يصبح مجموعة كويكبات أخرى ويستمر في الدوران في المنطقة، وبعضها الآخر يتحول إلى نيازك تهبط على سطح الكواكب الأخرى ومنها الأرض، أو إلى شهب تحترق في المجال الجوي. وينتج عن التصادمات أيضا كميات كبيرة من التراب تستمر في الدوران في المنطقة.
وتشير دراسة منفصلة إلى ان كوكبا خامسا غازيا عملاقا كان متواجدا في المجموعة الشمسية قبل أن يقوم المشتري بإزاحته خارجا، وهو ما استند عليه تشابمان وفريقه في دعم نظريتهم بشأن نيزك تاغيش التي تقول بأنه جزء من كويكب من نوع دي "D-type"، وهو نوع من الكويكبات يتواجد في الجزء الخارجي من حزام الكويكبات وما خلفه.
وربما يتمكن العلماء من دعم نظريتهم قريبا بعد أن وافقت ناسا مؤخرا على زيارة المسبار "نيو هورايزونز" لحزام كايبر، وهو ما سيمكنهم من مقارنة المواد بما يثبت أو يدحض نظريتهم.