«نجم الأحيمر»

تبدأ فترة غيوب الأحيمر من الثلث الأول من شهر نوفمبر إلى الثلث الأخير من ديسمبر من كل عام، وتعد الأعاصير والرياح الشديدة بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية السمة الأساسية لهذه الفترة، وأطلق كبار السن من أهل البحر في الخليج العربي هذه التسمية، حيث تهب الرياح الشمالية القوية في كل عام خلال فترتي الوسم والمربعانية من كل عام . 

والأحيمر هو نجم نير، يسمى فلكيا بنجم قلب العقرب، وهو ألمع نجم ببرج العقرب. ويتميز بضخامة حجمه ولونه الأحمر (ما يدل على أنه في مرحلة الشيخوخة) حيث إن قطره أكبر من قطر الشمس بـ 700 مرة تقريبا. 

وهو من ضمن ألمع 20 نجما في السماء، وهو يختفي عن الرؤية في حدود 10 نوفمبر، حيث يمكن مشاهدته من الجهة الغربية بعد غروب الشمس في آخر أيام ظهوره. وتستمر مدة غيابه نحو 40-50  يوما ليظهر مجددا في 25 ديسمبر، فجرا، من الناحية الشرقية . 

ويقترن وقت غيوب الأحيمر مع ضربة الأحيمر، وهي رياح قوية تعصف بالسفن في الخليج العربي وبحر العرب مع مغيب نجم الاحيمر. كما يسمونه "خفوق الأحيمر" أو "غروب الأحيمر" أو "غيوب الأحيمر"، ويتجنب أهل البحر السفر خلال تلك الفترة، حيث تهب رياح قوية تسبب أمواجا عاتية وهيجانا في البحر، فقد تغرق السفن، وقد تنشأ الأعاصير أحيانا خلال هذه الفترة.

وعند دخول نوفمبر من كل عام تسمى الأيام الأولى «الروعة»، وفي بعض البلدان الخليجية تسمى «ضربة الاحيمر» وقد تستمر إلى نهاية ديسمبر . 
وترتبط فترة «غيوب النجم الأحيمر» أو "قلب العقرب"، عند أهل البحر بوقت اضطراب الجو وعدم استقراره، و هبوب رياح غربية إلى شمالية غربية شديدة السرعة قد تتجاوز سرعتها 80 كم  في الساعة، وهيجان البحر بحيث تشتد الأمواج العالية، وقد تصاحب بأمطار رعدية. 

ويعد «غيوب الأحيمر» فترة انتقالية في الجو من الحرارة العالية الى الانخفاض في درجات الحرارة والبرودة، ويعرف برد هذه الفترة ببرد الخريف، الذي يشتهر بأنه البرد الذي يتسبب بالأمراض الموسمية المعروفة في مثل هذا الوقت من العام، كأمراض البرد (الانفلونزا والسعال والرشح والزكام). 

وخشي البحارة في الخليج العربي ضربة الأحيمر بالماضي، لأنها تضرب في البحر وتهدد سلامة السفن الشراعية وتغرقها أحيانا، لذا كان ربابنة السفن الشراعية قديما، المعروفون باسم «النواخذة»، يتجنبون السفر والدخول إلى البحر، سواء كان ذلك في الخليج أو المحيط الهندي، ولا يتركون الموانئ إلا بعد التأكد من انتهاء هذه الفترة، التي تعتبر من أخطر الفترات المناخية في المنطقة. 

وبموجب حساب أهل البحر في تقويم الدرور، فإن ضربة الأحيمر تكون في في در التسعين الأولى وتنتهي هذه الفترة بنهاية در الثلاثين الثانية من الحساب البحري
ويحسب لضربة الأحيمر الكثير، لما تسببه من خسارة في الأرواح والممتلكات، ولذلك يقول النواخذة عن ضربة الأحيمر: «نحسب حسابها عدل، قبل الدشة لتجنب مآسيها"، والأحيمر كما كان يقول أهل البحر في الخليج العربي: «يضرب ضربته» دائما في المساء بعد العصر وقبل الغروب وتضرب هذه الرياح القوية من الناحية الغربية و قد تكون مصحوبة