واشنطن - فلسطين اليوم
وجد علماء أن حشرات بق الفِراش جابت الأرض مع الديناصورات قبل 100 مليون عام، ما يحدو الباحثين إلى فهمها بشكل أفضل ومنع انتقال عدوى الأمراض من خلالها، حيث قام علماء من عدة معاهد، بما في ذلك جامعة "شيفيلد" في المملكة المتحدة، بمقارنة الحمض النووي لعشرات أنواع بق الفراش، بهدف فهم طبيعة تطورها وعلاقتها مع البشر.
وكشفت النتائج أن الحشرات هذه تطورت قبل 50 مليون سنة من تطور الخفافيش، التي يعتقد أنها كانت الحاضنة الأولى لبق الفراش، وتشير الدلائل الوراثية إلى أنها تطفلت على أنواع أخرى بخلاف البشر، منذ أكثر من 100 مليون عام، كما جابت الأرض مع الديناصورات في الوقت نفسه.
وهناك حاجة ماسة لإجراء دراسة موسعة، لمعرفة مضيف الحشرات الأول في ذلك الوقت، على الرغم من أن الفهم الحالي يشير إلى أنه من غير المحتمل أن تتغذى على دماء الديناصورات، لأن بق الفراش يرتبط عادة بالحيوانات التي تأوي إلى مساكنها، مثل الأعشاش والجحور.
وأمضى فريق البحث 1 عاما في جمع عينات من المواقع البرية والمتاحف حول العالم، بما في ذلك الكهوف الإفريقية والمنحدرات وأعشاش الطيور في آسيا، وبناء على النتائج، وجد الخبراء أن التاريخ التطوري لحشرات الفراش أكثر تعقيدا، مما كان يعتقد سابقا.
وقال البروفيسور مايك سيفا جوثي، من قسم علوم الحيوان والنبات في جامعة شيفيلد: "إن الاعتقاد بأن الآفات، التي تقطن أسرّتنا اليوم، تطورت منذ أكثر من 100 مليون عام وعاشت مع الديناصورات، يدل على أن التاريخ التطوري لبق الفراش أكثر تعقيدا مما كنا نظن سابقا".
وأضاف الدكتور ستيفن روث، من متحف جامعة بيرغن في النرويج، الذي قاد الدراسة: "المفاجأة الكبرى الأولى التي وجدناها، هي أن البق أكبر عمرا من الخفافيش، التي افترض الجميع أنها أول حاضنة لها"، حيث تكشف الدراسة أيضا أن هناك نوعا جديدا من بق الفراش، يغزو البيئات البشرية كل نصف مليون عام تقريبا.
ويأمل العلماء أن تساعد النتائج في إنشاء تاريخ تطوري لحشرات الفراش، وكيفية تطورها لاستغلال مضيفين مختلفين، وكيفية تطويرها لسمات جديدة، حيث يتمثل الهدف النهائي في المساعدة على مكافحة الحشرات بشكل فعال، ومنع انتقال الأمراض التي تنقلها، ونُشرت الدراسة في علم الأحياء الحالي.