لندن ـ ماريا طبراني
توصل العلماء، في إنجاز علمي كبير في عالم علاج السرطان، إلى اختراع جهاز ملقب بـ"مخلب الدب"، للوقاية من سرطان الأمعاء، ويمكن أن يخضع بعض المرضى إلى عملية جراحية معقدة لإزالة هذه الأورام، والتي تدعى الزوائد، وهي عبارة عن سيقان لحمية تنمو على سطح الأمعاء التي يمكن أن تتطور إلى سرطان في واحدة من كل عشر حالات إذا تركت دون علاج.
وتشتمل الطرق غير الجراحية على إزالة هذه الأورام باستخدام إبر صغيرة تعلق على أنبوب مرن، أو حرقها بعيدا باستخدام سلك "اسو"، ويستعين طبيب في مستشفى "ساوثامبتون" العام في بريطانيا، لأول مرة، بجهاز "مخلب الدب" والمعروف باسمه العلمي جهاز استئصال كامل سمك "FTRD"، لإزالة الأنسجة المريضة من المرضى التي يصعب علاجها في 45 دقيقة فقط .
ويتميز هذا الجهاز بأنه يستغني عن الحاجة لاستخدام المشرط لإزالة هذه الزوائد، ما يقلل من خطر ثقب الأمعاء، ويتكون من وعاء أو أنبوبة كبيرة تغطي أنبوبة صغيرة تعمل كمنظار للقولون وتحتوي على ألياف ضوئية، ويمكن أن تصل هذه الأنبوبة الرفيعة والمرنة إلى الأمعاء عن طريق فتحة الشرج.
وتنتهي الأنبوبة بأداة انتزاع ميكانيكية، التي تمسك بإحكام الأنسجة المريضة، وتسحبها إلى داخل الوعاء الذي يغطي الأنبوب الرفيع، ويظل ملقاط "مخلب الدب" الحاد المنحني داخل الأنبوب مفتوحاً لحين جذب الخلايا المريضة، ثم يغلق الملقاط الحاد على الخلايا المريضة ويقطعها، ومن ثم يغلق الجرح المفتوح، حتى تعود الخلايا إلى وضعها الطبيعي.
ويؤكد الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي في جامعة "ساوثهامبتون" الدكتور فيليب بوجر، أن الجهاز الجديد يشكل إنجاز علمي بارز، حيث لن يضطر العديد من المرضى للخضوع لعملية جراحية كبيرة في البطن.