الكعب

اعتبرتها بمثابة رحلة عذاب بدأت منذ أربعة أعوام، آنجيلا كيلي، تمشي بخطى بطيئة ومعلقة في محاولة للحصول على الدعم، وعلى ما يبدو أنها تناضل ضد مرض أو حادث كارثي وذلك بسبب ارتدائها الكعب العالي في الماضي.

تعتبر قصتها حكاية تحذيرية لأولئك الذين يزلقون أقدامهم في أحذية الكعب العالي بشكل يومي، حيث أن معظم النساء يدركن جيدا أن ارتداء الكعب العالي لفترة يمكن أن يقود إلى قرحة القدمين، وضيق عضلات الساق والأصابع، ولكن أوضحت دراسة أمريكية جديدة مثيرة للقلق أن الكعب العالي يضغط على مفاصل الركبة ويعمل على تآكل الغضاريف، الجسم المدمج في امتصاص الصدمات، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، ومما يجعل بعض النساء بحاجة إلى جراحة استبدال الركبة.

أجرى الدراسة فريق من جامعة ستانفورد، والتي أجرت مسحًا ضوئيًا على الركب للمرأة السليمة أثناء سيرها بوتيرة طبيعية مرتدية الأحذية المسطحة، ثم كعب بارتفاع 1.5 ثم 3.5، ووجد الباحثون أن الكعب العالي يعمل على تعقيد الركبتين والمفاصل ويعمل على تلفها ويزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.

ولا يستغرب أخصائي العلاج الطبيعي والعظام تيم الارديس من أضرار الكعب، مبينًا أن "احتجاز القدمين داخل أحذية الكعب العالي يزيد الضغط على الركبتين بنسبة 25%، مما يضع ضغط كبير عليهما".

وتتحدث آنجيلا "كنت ارتدي الأحذية شاهقة الارتفاع بشكل يومي خلال فترة المراهقة ومرحلة العشرينات، وكنت اعتقد أنني أبدو جميلة، حتى أصبت بالتهاب المفاصل والذي بدأ في الركبة اليمنى في بداية الثلاثينات، ولم أتمكن من ارتداء الكعب بعدها، وبعد ذلك بدأت الآلام تتزايد، حتى وصلت إلى أسوأ مرحلة منذ أربعة أعوام".

وتضيف " كنت أناضل من أجل الخروج من السرير أو الدخول والخروج من السيارة، أحيانا اضطر لاستخدام العكازات حتى أثناء السير في السوبر ماركت، إذا رغبت في المشي مسافة قصيرة أو لعب التنس، تتورم ركبتي بشكل كبير، وبدأت بوضع كمادات الثلج للسيطرة على الآلام".

وتتابع "بدأ الغضروف يظهر في الرجل اليسرى، وبدا واضحا أنني بحاجة إلى عملية جراحية كبرى"، ولحسن الحظ أجرت العملية في مستشفى رويال بولتن عام 2011،  نجحت، ثم اتبعت آنجيلا نصائح أخصائي العلاج الطبيعي بالابتعاد تماما عن الكعب العالي لتجنب إتلاف الركب الصناعية.