وزارة الصحة الفلسطينية

أكد مدير دائرة الأشعة في الإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة في غزة إبراهيم عباس، أن خدمات الأشعة والتصوير الطبي تحظى باهتمام كبير من قبل وزارة الصحة، نظرًا إلى الأهمية الكبيرة المترتبة على اعتماد معظم الأقسام وخصوصًا فيما يتعلق بالخدمات الكبيرة مثل جراحة الأعصاب وتشخيص الأورام.

وأوضح عباس في تقرير صادر عن وزارة الصحة، أنَّ الأجهزة الخاصة بالأشعة في المستشفيات تضم أحدث الأنواع، مبينًا أن مرافق الوزارة تضم أجهزة الأشعة العادية وأجهزة "الألترا ساوند" الخاصة بالشرايين والأوردة والأشعة المقطعية والبانوراما الخاصة بالأسنان وأجهزة الرنين وأجهزة تصوير الثدي وتفتيت الحصى بالأشعة والموجات الكهرومغناطيسية.

وبيَّن أنَّ هنالك نحو نصف مليون متردد على أقسام الأشعة سنويًا، مشيرًا إلى أن هنالك إفراط في طلب الأشعة بالنسبة للمواطنين، وهو الأمر الذي قد يشكل خطورة على حياتهم في حالة التعرض المتكرر لأجهزة الأشعة دون الحاجة الماسة إلى ذلك.

وحول التطورات في أقسام الأشعة في المستشفيات، يشير إلى أن وزارة الصحة في قطاع غزة تعمل حاليًا على مقاربة المعدلات العالمية من خلال إضافة العديد من أجهزة التصوير بالأشعة المقطعية، وغيرها من أجهزة الأشعة الأخرى حيث تمتلك الوزارة خمسة أجهزة للأشعة المقطعية وتعمل على إضافة جهازين ليصبح المعدل يقارب جهاز لكل 150 ألف مواطن بعد أن كان في العام 2006 جهاز لكل 750 ألف مواطن.

وأشار عباس إلى أن اهتمام وزارته في جلب وتطوير خدمات الأشعة المقطعية تعود إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها خصوصاً فيما يتعلق بخدمات الطوارئ، ودورها في التشخيص الدقيق للأمراض ، بالإضافة إلى أنه أصبح يعتمد عليها كبديل عن بعض القسطرات التشخيصية في حالات انسداد الشريان التاجي، حيث تعد اكثر أمانا وأقل تكلفةً على المريض.

كما يبين عباس عمل وزارته على تطوير العمل في خدمات الأشعة ليس فقط في مجالات تشخيص المرض ولكن أيضًا في المجالات العلاجية حيث عملت على إضافة أجهزة تفتيت الحصى باستخدام الأشعة في المستشفى الأوروبي كبديل عن العمليات الجراحية في ذات المجال، موضحاً أن الوزارة تتطلع في المرحلة الحالية إلى مزيد من الاهتمام في خدمات الأشعة التداخلية.
وتستخدم الأشعة التداخلية في “الطب الحديث الآن بديلًا من العديد من العمليات الجراحية بتدخلات طبية أفضل وأقل ضررًا وأكثر أمنا".

كما تستخدم العمليات التداخلية الدقيقة من دون جراحة بتوجيه الأشعة والتي تسمى الأشعة التداخلية وهي أحد أهم الفروع الحديثة في الطب الآن والتي تشهد تطورًا مطردًا بصورة مذهلة، ومعظم هذه التدخلات دقيقة للغاية وتتم تحت تأثير المخدر الموضعي مما يمكن المريض من استعادة نشاطه وصحته في زمن قياسي يستطيع بعده العودة لعمله ومواصلة حياته الطبيعية دون معاناة من مشاكل ومخاطر الجراحات التقليدية أو مضاعفات التخدير الكلي”

وتطمح دائرة الأشعة في الإدارة العامة للمستشفيات إلى مزيد من تطوير خدمات التصوير الطبي عبر حوسبة الخدمة حيث تم إدخال العديد من أجهزة الحواسيب على خدمات الأشعة، والتي سيكون لها الأثر في إضفاء مزيد من الدقة وتحسين جودة الصور، بالإضافة إلى الاستغناء عن الأحماض والأفلام التي تستخدم في ذات المجال وانجاز العمل في وقت وجيز بما يؤدي بالنهاية لتحسين الخدمات للمواطنين.

لكن خدمات التصوير الطبي وكبقية الخدمات الطبية تعاني الكثير بسبب سياسات الاحتلال ومنعه لإدخال قطع الغيار لأجهزة الاشعة المتعطلة في مستشفيات قطاع غزة لأشهر طويلة مما يؤدي إلى تعطل الكثير من أجهزة الأشعة لفترات طويلة أحيانا وتعطل الخدمة المقدمة للمواطنين.

وفي ذات السياق، يؤكد مدير وحدة الأشعة في المستشفيات أن مشكلة تعطل أجهزة الأشعة في المستشفيات، تعد من المشاكل المستعصية بسبب سياسات الاحتلال الذي يمنع إدخال قطع الغيار الخاصة بالأشعة، وتحتاج إلى تنسيقات خاصة ولفترات طويلة حتى يتم إدخالها بالإضافة إلى التكلفة العالية لقطع الغيار حين تتعطل وندرة المانحين الذين يمولون هذه القطع.

ولفت عباس إلى أن وزارته تبذل جهودًا جبارة في التواصل مع المانحين ومع المنظمات الدولية لتسهيل دخول قطع غيار أجهزة الأشعة حتى يتم إصلاحها وعودتها للعمل من جديد لخدمة المواطن، على الرغم من كل التضييقات الإسرائيلية.