واشنطن - رولا عيسى
يعيش 2.5% من سكان العالم، مع أصوات في رأسه، حيث يسمعون أصواتًا لا يسمعها غيرهم، والنساء هنّ الأكثر تعرّضًا لاختبار هكذا تجارب ذهانية، مقارنةً بالرجال، وليزا فورستل البالغة من العمر 49 عامًا، إحدى الأشخاص الذين يسمعون الأصوات، خصوصًا عند محاولتها التذكر، وأوضحت أنّ لكل صوت شخصية: "أسمع أصوات أشخاص وكأنهم أشخاص حقيقيون، هناك صوت لرجلٍ متوسط العمر يتحدث دائمًا وراء أذني اليسرى، وأسمع أيضًا صوتَي امرأتين في أذني اليمنى"، مضيفة: "أصواتٌ لعوبة ومضحكة، كما أنها تحاول تشجيعي عندما أكون حزينة".
لكن ليزا لم تخبر أحدًا عمّن تحدث معها لأعوام، مبرزة: "لو أخبرتُ الناس؛ لأرسلوني عند طبيبٍ نفسي؛ للقضاء على هذه الأصوات؛ ولكني لا أريدها أن تزول"، لكن المعالجين النفسيين، وخصوصاً حديثًا، لا يحاولون القضاء على الأصوات في حال سمعها المرء، إذ وجدوا أنّ هكذا تجارب ذهانية ليست نادرة، وتأتي الأصوات بسبب أسباب عدة، مِثل: القلق الدائم، الإجهاد، الاكتئاب، والتعرض لأكثر من صدمة نفسية، وليزا كانت وحيدة ومعزولة ومعنّفة جنسيًا في طفولتها، ما سبّب سماعها الأصوات، لكن هذا لا يُعتبَر مرضًا نفسيًا، فكما يختبر بعض الأشخاص قلة في الرغبة الجنسية مثلًا، من دون أن يصابوا بمرضٍ جنسي، وتسمع ليزا الأصوات؛ لكن هذا لا يعني أنها مريضة نفسيًا، كما يؤكد المعالجون النفسيون.