مالاوي ـ عادل سلامة
كثّفت أجهزة الأمن جهودها لتوقيف المتهمين باختطاف أصحاب البشرة البيضاء من المصابين بمرض "المهق" في شرق أفريقيا، ووضع رجال الجيش والشرطة عددًا من هؤلاء تحت الحراسة للتصدي لعمليات الإتجار في أجزاء البشر.
وأمرت قوات الأمن في مالاوي بإطلاق النار على كل من يتم توقيفه متلبسًا بمهاجمة أصحاب البشرة المهقاء، تزامنًا مع دعوات رئيس وزراء تنزانيا التي حث فيها المواطنين على قتل أي من يتم توقيفه وفي حوزته أجزاء من أصحاب البشرة ذاتها.
وفي بروندي المجاورة، تم تسكين الشباب من أصحاب البشرة مفرطة البياض في أنحاء شرقي أفريقيا في مقرات خاصة تحت حماية الجيش، لمنع المهاجمين من الوصول إليهم.
وحذرت تقارير للأمم المتحدة من أنّ عددًا من المصابين بمرض المهق بينهم أطفال، يتعرضون للقتل والتعدي بالضرب والخطف والاحتجاز في شمال أفريقيا خلال الأشهر الأخيرة.
وتلقى تعاويذ من السحر الأسود على أطراف المصابين بالمهق، ويعتقد أنها تجلب الحظ والحب والثروة.
ووجّه المفتيش العام لقوات الأمن، ليكستن كاتشاما، الشرطة باطلاق النار على كل من "المجرمين الخطرين" ممن يتم توقيفهم أثناء اختطافهم للمصابين بالمهق.
وأضاف "لا يمكننا فقط مشاهدة أصدقائنا من أصحاب البشرة المهقاء يقتلون مثل الحيوانات كل يوم، نحن ندرك تماماً أن هؤلاء التجار بلا قلب أو رحمة وبالتالي هم في حاجة إلى معاملتهم على هذا النحو.
واعتقلت القوات أحد سكان مالاوي بعد محاولاته خنق صبي يبلغ من العمر 16 عامًا يعاني من المرض، حتى الموت.
ودعت جمعيات حقوقية إلى حماية أكبرعدد من المصابين بالمهق، مؤكدين أن قتل المشتبه فيهم لا يعد حلا لردع المجرمين ممن عرضوا مبالغ كبيرة من المال لتأمين أجزاء الجسم لأنه من المرجح احتمالية استمرارهم في المجازفة، إذ سيتم دفع حوالي75000 دولار للحصول على مجموعة كاملة من أجزاء الجسم، بحسب تقرير الصليب الأحمر .
وبيّنت المدير التنفيذي لمنظمة "تحت نفس الشمس"، فيكي نتيتما، أنّ النشطاء يرغبون في معاملة عادلة لمن تم اعتقالهم، مشيرة إلى أنه يجب أن يتذكر الجميع أن هؤلاء تم توقيفهم متلبسين، وقتلهم لا يعد حلا يسهم في توقيف المحرضين، بعد إنفاق تلك الأموال لاستئجار هذه العصابات الذين يستمرون في ترويع الأبرياء من المصابين بالمرض وأسرهم.