رام الله - فلسطين اليوم
نظم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ودائرة العلوم السياسية في جامعة "بيرزيت" ندوة تكريمية، تخليدًا لذكرى الأستاذ المفكر الدكتور نصير العاروري، والذي قدم إسهامات كبيرة في التعريف بالقضية الفلسطينية والعربية.
وشارك في الندوة التي أدارها رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة الدكتور عبد الرحمن الحاج إبراهيم كل من نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال الدكتور غسان الخطيب، ومديرة برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية الدكتور ليزا تراكي، وأستاذ الفيزياء الدكتور تيسير عاروري، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور صالح عبد الجواد.
وبين الخطيب في مداخلته التي جاءت بعنوان "د. نصير العاروري: من فلسطين إلى الأكاديمية الأميركية وبالعكس"، أن الدكتور نصير حمل معه فلسطين والقضية الفلسطينية إلى العالم، ثم عاد وأدخل العالم إلى فلسطين من نافذة البحث العلمي والأكاديمي، حيث أن إسهامات نصير عاروري شكلت ركنًا هامًا في المكتبة العالمية عندما يتعلق الأمر بالاحتلال، والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط وعملية السلام، ودور الولايات المتحدة فيها.
واستعرضت الدكتور تراكي في مداخلتها التي حملت عنوان "الأكاديمي المنتمي: هكذا عرفت نصير عاروري" تجربتها الشخصية مع نصير عاروري، مركزة على دوره كمثقف الشأن العام في مواقف عديدة، مثل كتابة عشرات مقالات الرأي وإلقاء عشرات الكلمات في مؤتمرات فلسطينية ودولية، والتوقيع على عشرات البيانات والرسائل المفتوحة لأصحاب السلطة والنفوذ، عربيًا وفلسطينيًا.
والتفت تراكي إلى دوره المميز في دعم استراتيجية المقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل" واستعداده، مع بعض زملاءه الفلسطينيين في أميركا، لمساندة المقاطعة علنًا، مما ساهم في توسيع حركة المقاطعة وإعطاءه المزيد من المصداقية، لاسيما في الأوساط الأكاديمية الأميركية.
وتناول الدكتور تيسير العاروري البعد الإنساني والسياسي لدى نصير عاروري، فإضافة إلى جانب عمله وإنجازاته الأكاديمية المتميزة، سجل له نشاطًا سياسيًا متميزًا أيضًا في الدفاع عن القضايا العربية بشكلٍ عام، وعن قضية الشعب الفلسطيني بشكلٍ خاص، ولعب دورًا في عشرات الحملات التي قادها على الصعيد الدولي بشكلٍ عام، وعلى صعيد الولايات المتحدة بشكل خاص، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وخصوصًا ضد الاعتقالات الإدارية وضد عمليات الإبعاد خارج الوطن.
وتحدث الدكتور عبد الجواد عن عاملين ساهما في تميز نصير، الأول اجتماعيًا ثقافيًا، وهو علاقته بالأرض وبالفلاحين، فرغم أن نصير ترعرع قبل سفره للولايات المتحدة في القدس، حيث كان والده يشغل منصب مدير مدرسة فيها؛ فإن العائلة ونصير حافظوا على علاقة وثيقة بقريتهم برهام "التي تبعد عن القدس 28 كم" ليس فقط بحكم كونهم من كبار ملاك الأرض في القرية، بل لاعتبارات تتعلق بفهم نصير للعلاقة الجدلية بين الأرض والثقافة والهوية ومخرج ذلك على الكيفية التي يناضل فيها شعب لتحقيق أهدافه في مواجهة عدو صهيوني كانت الأرض والانسان مركز وقلب اهتمامه.
أما العامل الثاني، سياسيًا، فقد كان نصير منذ طفولته، قريبًا جدًا من الشيوعيين الفلسطينيين ، لكن نصير لم يكن وما كان ليكون عضوًا في أحزاب شيوعية، لكن نصير حافظ على علاقته بالشيوعيين منذ صباه بحكم علاقات عائلية وصداقات "خصوصًا مع القائد الشيوعي الراحل سليمان النجاب"، ولكون قريته برهام، قرية "حمراء" وهذا جعله يفكر في الولايات المتحدة من خلال أدوات تحليل تختلف عن بقية أقرانه الذين لم ينتسبوا أو يتأثروا بشكل خاص بأحزاب سياسية "باستثناء هشام شرابي الذي انتسب في شطر من حياته للحزب القومي السوري الاجتماعي بزعامة انطون سعادة"