غزة – حنان شبات
انطلقت فعاليات أسبوع الأفلام "أنا لاجئ" في مدينة غزة التي تقبع تحت الحصار الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذكريات حرب مدمرة أعادت رحاها موسم النكبة الفلسطينية المتجددة والتي لم يمر على ذكراها سوى عدة أيام.
وبدأت فعاليات "أنا لاجئ" بعرض الفيلم الوثائقي "لا سبيل إلى العودة الآن يا صديقي" الذي يروي معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية وتكرارهم للهجرة، وهو أول الأفلام التي عرضت من أصل ثمانية أفلام لمخرجين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الملتقى السينمائي المخرج الفلسطيني فايق جرادة أن أسبوع أفلام "أنا لاجئ" جاء في الذكرى الـ 67 للنكبة الفلسطينية بالشراكة مع مسرح "القصبة" في رام الله و"بال سينما" بالتعاون مع جمعية "الشبان المسيحية" في غزة.
ولفت جرادة إلى أن الأفلام تناولت قضية اللجوء، سواء الفلسطيني أو السوري، وأنه تم عرض اللاجئ بصورة غير نمطية كالعادة بمشاهد تمثيلية، عبارة عن شهادات حية من اللاجئين أنفسهم وقصص وقضايا حية من مخيم اليرموك.
وأكد جرادة أن السينما هي لغة كل العالم، وأن على الجميع الاهتمام بها من أجل إيصال معاناة اللاجئين إلى كل العالم.
وأضاف: "اللجوء بمرارته وآلامه وطموحاته أصبح مختلف عن النمط الذي نراه في أفلامنا القديمة اليوم هذه الأفلام ما يقارب ثلاثة أيام متتالية لثمانية أفلام جميعها تجسد حالة اللجوء، وهي من سورية ومن لبنان ومن فرنسا ومن فلسطين، وتأتي في سياق الذكرى 67 للنكبة، وبما أن المجتمع الغزي يؤمن بالصورة فنحن نهتم بالصورة لأنها لغة كل العالم، وأتمنى لهذا المهرجان أن يتكلل بالنجاح، وأتمنى المشاهدة الطيبة للجميع، لأنها بالفعل أفلام تجسد واقع اللجوء الذي تغير مفهومه عن قبل، وهذه أفلام غير نمطية".
وأفاد مقرر اللجنة الثقافية في جمعية الشبان المسيحية إلياس الجلدة، أن هدف فعاليات "أنا لاجئ" هو تسليط الضوء على واقع الشعب الفلسطيني في اللجوء والشتات، والتي تتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وأنها عبارة عن مجموعة من الأفلام جاءت لتؤكد أن اللجوء لازال مستمرًا، وأن قضية الشعب الفلسطيني منذ عام 48 حتى اليوم هي قضية لجوء مستمر ومتواصل.
وتابع الجلدة: "شعبنا صاحب حق تاريخي على هذه الأرض، شتت في أرجاء الكون والعالم وهو لازال متمسكًا بأرضه ووطنه وحق العودة إلى دياره التي شرد منها، وجميع المخيمات لن تغنيه عن مكان ميلاده في فلسطين التاريخية، وستبقى هذه المخيمات عنوانًا لعذاب شعبنا ومعاناته طوال عشرات الأعوام، وهي في نفس الوقت عنوان لصموده وإصراره على العودة وتحقيق حقوقه في العودة والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد عضو الملتقى السينمائي محمد البرعي، أن الأفلام السينمائية والفعاليات الفنية الثقافية هي جزء مهم في نشر ثقافة المقاومة وتعريف المجتمع الدولي بالطبيعة العنصرية لدولة الاحتلال التي قامت على أساس التطهير العرقي كما حصل عام 1948 وكما حصل أخيرًا من إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأشار البرعي إلى أن المشاهد البيضاء والسوداء أعادت نكبة عام 1948 بحضورها في الفيلم بجانب مشاهد نكبة الصوت والصورة، وأنها تتمثل في حصار 20 ألف لأجيء في مخيم اليرموك، وأن الآلاف منه إذا فكروا في الهجرة إلى داخل سورية أو خارجها، فإنهم ينتظرهم مراكب الموت للسفر بلا عودة.