القاهرة - فلسطين اليوم
عاد الممثل جورج كلوني إلى التلفزيون لتمثيل وإخراج تحفة جوزيف هيلر الكوميدية، رواية «كاتش 22»، جامعاً كل طاقاته لاستقدام المنطق الملتوي والغرابة والسريالية في الرواية إلى أجزاء المسلسل الستة على القناة التلفزيونية «هولو»، بدءاً من 17 مايو. السخرية من عبثية الحرب وسخافتها، هو موضوع القصة التي تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية.
الرواية مليئة بالشخصيات التي تتعثر من كارثة محرجة إلى أخرى وتسير وفق منطق دائري مملوء بالمفارقات.
ويشعر بطلها ياسوريان بأنه محاصر في عالم مجنون ويشعر بالغضب لأن حياته في خطر مستمر، وهدفه الوحيد هو الهبوط حياً من مهام القصف بطائرته «بي-25» فوق البحر الأبيض المتوسط، وهو يصطنع الأعذار لتفادي المهام، لكن مهمته أكثر صعوبة بسبب قادته، الذين يستمرون في زيادة عدد المهمات التي ينبغي أن يحلق بها.
«أي شخص»
يقول يوساريان بروح الدعابة المميزة: «العدو أي شخص يريد قتلك، بغض النظر عن الجانب الذي يقف عليه».
يوساريان الذي يؤدي دوره الممثل كريستوفر أبوت، يأخذ الحرب على محمل شخصي، غير معني بالمُثل أو المبادئ، ويقع في ظروف مضحكة بائسة مأساوية، محاطاً بقادة مجنونين وزملاء غريبي الأطوار، حيث يموت أصدقاؤه، ويُقصف سربه من قبل ضابط أخرق، ويرى قادته يتطوعون برجالهم في مهام خطرة لتحسين سمعتهم. يتوق للهروب من المهمات، متوسلاً من الطبيب إعلانه مجنوناً.
لكن يكتشف أنه في قبضة بيروقراطية محكمة، فقواعد الجندية تسمح لأي شخص يُعلن أنه مجنون بالإعفاء من الطيران، ويسأل يوساريان الطبيب دانيكا: دعني أفهم جيداً. في سبيل عدم الطيران ينبغي أن أكون مجنوناً، ويجب أن أكون مجنوناً للاستمرار في الطيران، لكن إذا طلبت عدم الطيران، هذا يعني أنني لست مجنوناً وعليّ مواصلة الطيران، فيجيبه الطبيب: أصبت أنت في وضع «كاتش-22»، تلك العبارة التي دخلت قاموس أكسفورد الإنجليزي لاحقاً.
عالم مجنون
وكان قد قال الكاتب، إنه أراد معرفة كيف يتصرف شخص عاقل في عالم مجنون، فهو نفسه قد عمل طياراً في الحرب العالمية الثانية وشهد أهوالها، لكنه قال لاحقاً إن اهتماماته في الرواية كانت منصبة على الحرب الباردة والحرب الكورية وليس الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن تأثيرهما على المناخ السياسي المحلي كان مخيفاً.
الآن، يقول كلوني إنه يهدف في الفيلم لتسليط الضوء على «جنون» الصراعات، و«السخرية من كل سخافات الحرب»، حسبما أفادت صحيفة «اندبندنت» البريطانية. ويعتبر هذا المسلسل المحاولة الثانية بعد محاولة سابقة منذ 46 عاماً لتحويل الرواية إلى سلسلة تلفزيونية من قبل «إيه بي سي» حيث فشلت حينها في مرحلتها التجريبية.
ويقوم كلوني بإخراج حلقتين من المسلسل ويلعب بطولة الليفتانت شيسكوف، قائد وحدة التدريب المغرم بالاستعراضات التي تشغله عن زوجته، والقائد الطموح المحب للحرب.
1970
حققت الرواية نجاحاً مقبولاً في السينما عام 1970، لكن نسخة روبرت التمان «ماش» غطت عليها، ومع ذلك تشكل في نغمتها وبنيتها ونثرها الفوضوي تحدياً كبيراً أمام المخرجين، وقد اضطر المسلسل التلفزيوني الأخير التخلي عن السرد المتقطع زمنياً، والسير وفق سرد متقدم بالزمن، كما تحولت الكوميديا الساخرة في الكتاب إلى نوع من الدراما، ومع ذلك أشاد النقاد بتمثيل أبوت لا سيما تعابير وجهه التي شكلت نقطة تحول في البرنامج لا سيما سهولة التخلي عن الغضب والانتقال إلى الخوف.