خانيونس - فلسطين اليوم
جذب الفنان إياد صباح الأنظار إليه لدى مشاركته في ورشة "الفنون المتوسطة" في منطقة الحمامات في تونس، من خلال تصميمه المتقن لحشرة البعوضة باستخدام قطع الحديد القديمة "الخردة".
وتمكن الفنان صباح المتخصص في فن النحت من لفت انتباه الفنانين العرب المشاركين في الورشة، ونيل إعجابهم بتصميمه المتقن والدقيق للحشرة وكأنها واقعًا، ما جعله يسجل إضافة نوعية في عالم الفن في العالم العربي في هذا المجال، حيث يستخدم الفنان صباح ماكينة "لحام الحديد" وسط مجموعة من الحديد "الخردة" ومن ثم يجمعها مصممًا مجسمًا كبيرًا لحشرة "البعوضة" صغيرة الحجم.
واستذكر صباح خلال عمله الآيات القرآنية التي تحدثت عن البعوضة، ومنها " ِإنَّ اللهَ لَا يَسْتَحى اَنْ يَضَربَ مَثلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فَأمّاَ الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وَاَمّاَ الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا اَرَاَدَ اللهُ بِهذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه اِلَّا الفَاسِقيَن".
وأعرب الفنان صباح من تونس عن سعادته بمشاركته في الورشة ضمن ملتقى يضم فنانين في "مجال النحت على الخردة والتصوير اللوني والانستليشن" المقرر أن تستمر حتى الاثنين المقبل.
ويعرف فن "الانستليشن" أو تركيب العمليات الفنية والتشكيلية الذي ينتج تركيبات شكلية لها وجود فيزيائي، وغالبًا ما يعتمد على تداخل مكاني مع موجودات المحيط الواقعي للعمل، لذا فإن معظم أعمال الفن التركيبي يتم بنائها وتنفيذها داخل فضاء القاعات الفنية أو المتاحف أو في الفضاءات الخارجية على نحو مباشر، ويصعُب تحريكها إذا ما نُفذت داخل استديوهات الفنانين.
وذكر الفنان صباح أن إنجازه مجسمًا لحشرة البعوضة يعد من الأعمال المميزة بالنسبة له، خاصة أنه كان عملًا فنيًا لافتًا بالنسبة لبقية الفنانين المشاركين في الورشة، معربًا عن أمله في أن يحظى إنجازه بإعجاب الزائرين للمعرض في ختام الورشة، وأن يكون قد وفق في تمثيل فلسطين "المليئة بالمبدعين في كافة المجالات خاصة الفن" على حد قوله.
ويعد هذا العمل الأول الذي يشارك فيه صباح في ملتقى خارجي، لكنه لا يعد أول أعماله التي يصممها من الخردة داخل فلسطين، وسبق لصباح أن أنجز العديد من الأعمال الفنية المميزة واللافتة، ومنها تجسيد رحلة النزوح من حي الشجاعية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي، عبر مجسمات من الرمال، وتصميم وبناء تمثال الجندي المجهول وسط غزة، والعنقاء في ميدان فلسطين، وخارطة فلسطين وسط خان يونس، وميدان وسط رفح، وكرسي الحكم الأحمر.
ويأمل الفنان صباح أن يتواصل نجاحه في مشاركته في ملتقى تونس الذي سيختتم بمهرجان ومعرض للأعمال المشاركة فيه، متمنيًا أن ينجز المزيد من الأعمال الإبداعية مستقبلًا، لاسيما أن غزة مليئة بالخردة والحديد تحديدًا، ومن الممكن تحويلها من نفايات إلى أعمال فنية جميلة.