مهرجان "الأنوار"

تنطلق في مدينة القدس المحتلة مساء الأربعاء فعاليات ما يسمى مهرجان "الأنوار" التهويدي السابع الذي تنظمه بلدية الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك بمشاركة عشرات آلاف اليهود والأجانب.

ويتخلل المهرجان الذي يستمر حتى 11 حزيران(يونيو) الجاري، فعاليات ثقافية وفنية وعروض راقصة وأمسيات غنائية، واستعراضات ضوئية وصوتية تعرض على خلفية المواقع التاريخية العربية والإسلامية في البلدة القديمة ومحيط أسوارها.

وتتحول خلال المهرجان معالم منطقة باب العامود، وخان الزيت، وحارة الشرف، والمنطقة المحاذية لجنوب المسجد الأقصى أي ما يعرف بمنطقة المغاربة والقصور الأموية بأبنيتها وحجارتها وأسوارها التاريخية العريقة إلى استعراضات ضوئية وصوتية ولوحات فنية يكون أغلبها باللغتين العبرية والإنجليزية، وبمشاركة فنانين يهود وأجانب.

وتبدأ الفعاليات مع صلاة المغرب وتنتهي بعد منتصف الليل، ويتخللها حركات استعراضية ورقصات "فاضحة" لا تتناسب مع قدسية المكان، ولاسيما المناطق القريبة من المسجد الأقصى.

وذكر المنسق الإعلامي لمركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا أن هذه العروض "الإسرائيلية" تتنافى بشكل كامل مع حقيقة الآثار والمعالم العربية والإسلامية في المدينة المقدسة.

وأضاف أن هذه الفعاليات تسعى لإلقاء الظلال اليهودية والغربية والبعيدة عن حقيقة المعالم الإسلامية، والتي تدل على تاريخ وحضارة هذه الأرض، مشيرًا إلى أن بلدية الاحتلال خصوصًا في عهد "نير بركات" اعتمدت أساليب أخرى لتهويد المدينة أو التهويد الثقافي

وتابع، "وبما أن الاحتلال لم يستطع محو الحضارة والتاريخ والمعالم العربية بالقدس، وكذلك محو الإنسان المقدسي، فهو يحاول من خلال تنظيم فعاليات ثقافية أو فنية الإيحاء بأن هذه المنطقة لها تاريخ يهودي عبري يقترب من الوجهة الغربية".

وأوضح أن الاحتلال يحاول تهويد القدس، وجذب أكبر عدد من "الإسرائيليين" والسياح الأجانب للبلدة القديمة للتخفيف من الحضور العربي الفلسطيني فيها، بالإضافة إلى تمرير الروايات التلمودية والمصطلحات المغلوطة عن تاريخ وحضارة المدينة المقدسة.

وحول تأثير المهرجان على المقدسيين، بين أبو العطا أن فعاليات المهرجان التهويدي تؤثر سلبًا على السكان المقدسيين، ولاسيما أهالي البلدة القديمة، إذ تقيد حركة تنقلهم ووصولهم إلى بيوتهم في الوقت المناسب، وكذلك الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاتي المغرب والعشاء.

وبين أن هذه الفعاليات سيقابلها حراك شبابي مقدسي، يتضمن تنظيم وقفة الساعة السادسة مساءً عند باب العامود، للاحتجاج على المهرجان التهويدي الذي يتنافى مع حقيقة الوجود والمعالم الإسلامية.

وأشار إلى أن هناك مشاريع ونشاطات تنفذها عدة جهات ومؤسسات، من ضمنها الحركة الإسلامية في الداخل المحتل وذلك من أجل تنظيم زيارات مستمرة إلى القدس مع مرشدين مهنيين لنقل الراوية العربية والإسلامية الصحيحة عن المدينة.

ولفت أبو العطا إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وزعت قبل أيام "دليل الأقصى"، وغيرها من النشاطات، مؤكدًا أننا بحاجة لعمل أكبر من أجل التصدي لمخططات الاحتلال.

وخصص القائمون على المهرجان التهويدي أربعة مسارات مركزية يتنقل بينها المشاركون، وتضم محطات مختلفة ستقام بها عروض ضوئية.

ومن أبرز هذه المحطات مبنى عثماني يقع في حي الشرف وكنيسة تاريخية تقع في محيط مسجد النبي داوود التاريخي، وعروض ضوئية "راقصة" ستقام في محيط ما يسمى "كنيس الخراب"، إلى جانب مبنى قلعة القدس أو ما يطلق عليها الاحتلال " قلعة داوود"، بالإضافة الى باب العمود أحد أهم وأبرز مداخل البلدة القديمة.