فتح الله غولن

تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى زيارة جو بايدن إلى تركيا، وتسأل عن أي موضوع سيتحدث مع الرئيس التركي؟

جاء في مقال الصحيفة:

حل في تركيا وفد من وزارة العدل الأمريكية بهدف دراسة المعلومات الخاصة بشأن ضلوع الداعية الإسلامي فتح الله غولن، العدو اللدود للزعيم التركي، في المحاولة الانقلابية الفاشلة، والذي تطالب أنقرة بترحيله وتسليمه لها.

 أنقرة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ولكن ما هو الهدف الحقيقي لهذه الزيارة؟ هذا السؤال طرحته الصحيفة على عدد من الخبراء.

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة طغرل إسماعيل إن "الهدف من زيارة بايدن هو تخفيف التوتر الحالي في العلاقات الأمريكية–التركية، حيث يوجد هناك سوء تفاهم محدد، وخاصة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، إذ تصر تركيا على تسليم الداعية فتح الله غول. أما الجانب الأمريكي فله رأي آخر في هذا الموضوع. وإضافة إلى ذلك، فإن موقف الجانبين من القضية الكردية في سوريا متعارض تماما. ولذا، فإن لزيارة بايدن أهمية كبيرة.

هذا، وتتعرض مواقف القيادة التركية في الفترة الأخيرة لانتقادات من جانب واشنطن. ولكن هناك من يعتقد أن فقدان تركيا يعني فقد الولايات المتحدة أهم موطئ قدم لها في الشرق الأوسط. فقاعدة إنجرليك الجوية – هي قاعدة عسكرية مهمة تستخدمها الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها. غير أن شائعات واسعة انتشرت في تركيا بعد فشل المحاولة الانقلابية تفيد بأن الأجهزة الأمريكية الخاصة كانت وراءها، ما خلق موقفا سلبيا في المجتمع التركي. لذلك يجب إزالته". 

أما كبير الباحثين في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف فيقول إن "بايدن يبذل الجهود من أجل التغلب على العزلة القائمة بين تركيا والولايات المتحدة. وهذه المحاولات من جانب واشنطن تؤكد أنها حليفة لأنقرة، وتقوض التوجه التكتيكي نحو موسكو، الذي تعتقد واشنطن بوجوده. ويجب على بايدن أن يحصل من أردوغان على تعهدات ببقاء أنقرة ضمن نطاق النفوذ الأمريكي في المنطقة، ومناقشة الأزمة السورية. وأنا أعتقد أن هذه الزيارة مشحونة بالعداء لروسيا".

ويضيف: "على الرغم من إصرار تركيا على تسليم غولن، فإنه من غير المرجح أن توافق الولايات المتحدة على هذا الطلب. لأن تسليم الداعية الذي يعيش كشخص خاص في بنسلفانيا، يعدُّ سابقة لا مثيل لها. وحتى لو وافقت الولايات المتحدة على هذا الطلب، فإن ذلك لن يخفف من حدة التوتر في العلاقات بين البلدين. أما بشان الأدلة عن ضلوع غولن في المحاولة الانقلابية، فإن ممثل وزارة الخارجية الأمريكية أشار قبل أسبوعين إلى أن جمع المعلومات يحتاج إلى نصف سنة وحتى إلى سنة كاملة. لذلك، أعتقد أن أحد أهداف زيارة بايدن إلى تركيا هو إقناع الجانب التركي بأن هذه العملية ليست سريعة، وبتسوية حدة التوتر بينهما، وألا داعي إلى طرح قضية غولن مرة أخرى، وخاصة أن المحاولة الانقلابية فشلت، وخرج أردوغان منتصرا مرة أخرى".