واشنطن - رولا عيسى
اعتذرت المصورة المجرية التي أظهرتها لقطات تعتدي على المهاجرين السوريين عند الحدود مع صربيا عن تصرفها، معللة إياه بأنها كان تظن أن شخصًا ما يهاجمها وأنها حاولت الدفاع عن نفسها.
وأخذت لقطات للمصورة بيترا لازالو، أثناء عرقلتها لأب سوري يحمل طفلا يبكي، وهما يحاولان الفرار من الشرطة المجرية على الحدود المجرية الصربية، ونفت لازالو الاتهامات العنصرية الموجهة ضدها، وأوضحت "لقد ظننت أنني أتعرض للهجوم، كان عليّ حماية نفسي، ولم أتبين في لحظتها أنني عرضت طفلا للأذى، فكل ما كنت أسعى له هو حماية نفسي من الأذية"
وأضافت الصحافية التي تعمل لموقع الأخبار المجري، والذي يديره الحزب اليميني المتطرف "جوبيك" المعارض بشدة لاستقبال اللاجئين، "من الصعب أن تتخذ القرارات السليمة في الوقت الذي تشاهد فيه الناس مذعورين ويركضون باتجاهك، أعتذر عما حدث وأتحمل كامل المسؤولية عن تصرفاتي"
وأوضحت "أنا لست عديمة المشاعر أو عنصرية ولا أؤذي الأطفال، وبالتالي لا أستحق كل الصفات التي وصفت بها أو التهديدات بالقتل التي تلقيتها ، فانا آسفة جدا"، مضيفة "كنت أحمل الكاميرا وأصور الحدث عندما بدأ مئات المهاجرين يشتبكون مع عناصر الشرطة، وركض واحد منهم باتجاهي فذعرت، وفي تلك اللحظة ارتطم شيء ما برأسي، ولأنني كنت أحمل الكاميرا لم أتبين حقيقة الأمر واعتقدت أنني أتعرض للهجوم، وعليّ الدفاع عن نفسي"
وظهرت مصورة "N1TV" في فيلم قصير انتشر بسرعة كانتشار النار في الهشيم على صفحات وموقع التواصل الاجتماعي ، تظهر فيه أثناء هجومها على رجل مهاجر يحمل طفلا يحاولان الهرب، وفي مشهد أخر تظهر وهي تحاول عرقلة طفلة أخرى أثناء ركضها، وطردت لازالو من عملها على اثر الضجة الإعلامية والسياسية والاجتماعية التي حدثت حول الفيديو.
ودانت أحزاب المعارضة تصرف بيترا لازالو، وأكدت أنها ستسعى إلى محكماتها بتهمة العنف، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة خمسة أعوام، وكان المهاجران الذان هاجمتهما بيترا جزءا مما مجموعه 1500 لاجئ انتظروا لساعات في نقطة تجمع للاجئين بالقرب من معبر روزاك، وينامون في العراء في ظروف سيئة للغاية، بانتظار وصول القطار الذي سيعبر بهم الحدود إلى صربيا.
وصوت البرلمان المجري الجمعة الماضية لتجريم عبور الحدود بطريقة غير شرعية من مجمل مجموعة كبيرة من القوانين المعادية للمهاجرين، وأعربت مفوضية شؤون اللاجئين عن قلقها إزاء المعاملة التي تلقاها اللاجئين على الحدود المجرية الصربية، قائلة أن عناصر الشرطة ليست مدربة على التعامل مع اللاجئين بالطريقة الصحيحة والمناسبة.
ومازالت قضية اللاجئين الشغل الشاغل لأوروبا، فتباينت مواقف دول القارة العجوز تجاه اللاجئين، فمنهم من قرر استقبالهم بصدر رحب كألمانيا والنمسا، ومنهم من استقبلت عددًا قليلا منهم كبريطانيا وفرنسا، ومنهم من عاملتهم بعنف وقسوة كالمجر ومقدونيا.