جيش الاحتلال الإسرائيلي

زعمت مصادر أمنية في جيش الاحتلال أن الجيش بدأ تدريبات جديدة، لإمكانية الاستيلاء على قطاع غزة بأكمله خلال مواجهة مستقبلية مع حركة "حماس".

وأكدت صحيفة عبرية أنّه بالرغم من الضربات القاسية التي تلقتها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في عملية "الجرف الصامد" في صيف العام الماضي 2014، تعتقد قيادة الجيش الإسرائيليّ أنّ اندلاع جولة جديدة من القتال بين إسرائيل وغزة هي مسألة وقت، ليس إلّا.

وأضافت الصحيفة أنّ القيادة الإسرائيليّة لا ترى إمكانية واقعيّة لحصول السلطة الفلسطينية على الحكم في القطاع، وتطالب، وتفضل أنْ تواجه "حماس" ضعيفة بدلاً عن فوضى التنظيمات العنيفة التي بعضها تتبنّى الفكر الإسلاميّ المتطرف، مدعيًا أن "حماس" و"الجهاد الإسلامي" خسرتا 1,000 مقاتل في الـ 50 يوما من القتال مع إسرائيل، من ضمنهم العديد من القادة برتب منخفضة أو متوسطة.

وبينت أن "حماس" أرادت مفاجئة إسرائيل في بداية عملية الصيف الماضي عن طريق التخطيط لتنفيذ هجوم ضخم على بلدة إسرائيلية بالقرب من معبر كرم أبو سالم عبر نفق عابر للحدود، مضيفة أن القيادة السياسية للحركة قررت تأجيل الهجوم، الأمر الذي مكّن إسرائيل من الهجوم أولاً، وأدّى هذا القرار إلى أزمة ثقة بين الجناح العسكري للحركة، الذي دفع باتجاه الإجراءات الحاسمة، والجناح السياسي الأكثر حذرًا، اليوم، بعد مرور ثمانية أشهر على وقف إطلاق النار، عادت "حماس" إلى حفر الأنفاق بكامل قوتها، موظفةً أكثر من 1,000 عامل حفر، يعملون بثلاث ورديات، ستة أيام في الأسبوع.

وزعمت المصادر العبرية، أنّ الخلاف بين الجناح السياسيّ والعسكريّ في حركة "حماس" يتجسد باختياراتهما للحلفاء في المنطقة، وبينما الجناح العسكري يُفضّل التقرب من إيران التي تستمر بتمويله بملايين الدولارات من النقود المهربة عن طريق مصر، فإنّ الجناح السياسي، بقيادة خالد مشعل في قطر، يُفضّل التقرب من السعودية ومصر.

ولفتت إلى أنّ القائد الرفيع بكتائب "عز الدين القسام" مروان عيسى ، بات أكثر الرجال نفوذًا بقيادة "حماس"، وهو بمثابة وسيط بين الجناحين العسكريّ والسياسيّ، وفي هذه الأثناء، ثمانية أشهر بعد وقف إطلاق النار، عادت "حماس" إلى حفر الأنفاق بكامل قوتها، لافتةً إلى أنّ المواد المستخدمة ببناء الأنفاق تتضمن الإسمنت من السوق السوداء، بالإضافة إلى الخشب والبلاستيك.

وادعت أن الحركة بدأت بتدريب وحداتها البحريّة والبريّة الخاصّة، المعروفة باسم النخبة، وتعمل على تطوير طائرات دون طيار وصواريخ بعيدة المدى جديدة بتمويل إيرانيّ، على حدّ تعبيرها، أمّا في الجبهة المصرية، فإنّ "حماس" تُساهم بتدريب قوات هجومية في شبه جزيرة سيناء لتنفيذ هجمات ضدّ إسرائيل، وبينما تعمل على توفير الأسلحة والمساعدات الطبية لعناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي بايع تنظيم "داعش" في سيناء، ولكن "حماس" تحافظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وتمنع إطلاق الصواريخ من غزة بواسطة نشر قوات على الحدود.

وأشارت المصادر إلى تقرير صحافيّ فلسطينيّ نقل عن مصدر أمنيّ مصريّ رفيع، أنّ مصر بدأت باتخاذ إجراءات صارمة أكثر لمنع حفر أنفاق جديدة من غزة إلى داخل سيناء، وأنها تضخ المياه الجوفية بواسطة 50 مضخة لغمر الأنفاق ما يؤدي إلى انهيارها، وبدأت مصر أيضًا بتوسيع المنطقة العازلة على طول حدودها مع غزة، الممتدة على 13 كم، من كيلومتر واحد إلى خمسة، وتابع المصدر المصريّ أنّه خلال أشهر، ستحفر مصر قناة من البحر الأبيض المتوسط وحتى أقصى جنوب الحدود مع قطاع غزة، بأمل التخلص من الأنفاق بشكل نهائي