رام الله - ناصر الأسعد
بدأت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية، الثلاثاء، في محاكمة القاصر الفلسطينية عهد التميمي، غرب رام الله، وذلك بتهمة ضرب جندي إسرائيلي. ودخلت عهد التميمي إلى قاعة المحكمة الإسرائيلية العسكرية، مكبلة اليدين والقدمين، وعند التمعن في المشهد يدرك مَن داخل قاعة المحكمة أن طفولة عهد قيدت القضاء الإسرائيلي والادعاء على حد سواء.
ودخلت عهد المحكمة وابتسامة الطفولة انتشرت في المكان فورًا، فقرر القاضي الإسرائيلي إخراج جميع الحضور ما عدا أفراد عائلة التميمي ليحاكم عهد في جلسة مغلقة. وبداية الجلسة وقبل أن يغادر الحضور دار نقاشٌ بين القاضي والمحامية حول جعل المحاكمة مفتوحة أم مغلقة، لكنه كان نقاشًا عقيمًا، حيث قرّر القاضي جعل الجلسة مغلقة دون إبداء الأسباب.
وعلى الرغم من النقاش الحاد، فإن عهد لم تعره أي اهتمام، فقد انشغلت بالسلام على والدها وبنات عمها وبالسؤال عن أفراد أسرتها كلما أتيحت لها الفرصة لذلك. وأحاطت مجموعة من جنود الاحتلال وشرطته بعهد المحاطة أصلا بجدار خشبي، يليه جدار آخر يفصل هيئة المحكمة عن الحضور.
وبدأت محاكمة عهد، بعدما أخرج الجميع من قاعة المحكمة. ووجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية تهمة إعاقة عمل الجنود والاعتداء عليهم بالضرب وتصويرهم بالهاتف الخلوي، وممارسة المقاومة الشعبية والاشتراك بنشاطات ضد الاحتلال.
وبنات عمها حضرن لشد أزرها لكن إحداهن قالت "أحضر محاكمة عهد لأستمد منها القوة، فعندما أراها داخل المحكمة أدرك أنها وأنا أقوى من القاضي والسجان". وتقبع الطفلة الفلسطينية عهد_التميمي سجينة في أقبية سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، ومنذ ذلك الحين أضحت عنوان الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين خاصة الأطفال، كما باتت عهد مفتاح الفلسطينيين لدى محكمة الجنايات الدولية.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قد أفادت سابقا بتقارير أن إسرائيل تعتقل في سجونها أكثر من 300 طفل فلسطيني دون الـ 18 بينهم 17 طفلة في عمر عهد التميمي أو أقل، في ظروف قاسية دون مراعاة أدنى حقوق الأطفال القانونية والنفسية.