القدس-فلسطين اليوم
أكّد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، على أنّ الحلف طرد 7 دبلوماسيين روس مِن مقره في بروكسل وسيمنع 3 آخرين من العمل هناك، مضيفا أن "الناتو أراد إرسال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها بأن هناك تكاليف وعواقب على نمط سلوكها غير المقبول والخطير، ويتبع ذلك عدم استجابة روسيا البناءة لما حدث في ساليسبري".
ولفت ستولتنبرغ إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قلل من شأن وحدة حلفاء الناتو" في أعقاب تسميم ساليسبوري.
وتعدّ هذه الخطوة انتصارا مهما آخر لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ووزير خارجيتها بوريس جونسون، بعد جولة مكثّفة من الدبلوماسية الدولية لبناء ائتلاف على استعداد للوقوف في وجه بوتين من خلال تفكيك شبكة التجسس الروسية في الغرب، وهذا يعني أن ما يقرب من 150 ضابط مخابرات روسي أمرت بريطانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، و22 دولة أخرى، وأصبحت أيرلندا الدولة الـ24 التي تدعم موقف بريطانيا عندما أعلنت طرد روسي واحد يوم الثلاثاء.
وقال ستولتنبرغ إن روسيا ستكون لديها الآن "قدرة منخفضة على القيام بعمل استخباراتي في الناتو" بعد عرض التضامن الذي قال إنه "لا أعتقد بأنهم يتوقعون"، وأضاف أن المهمة الروسية لحلف الناتو ستقتصر الآن على 20 شخصا، أي أقل من الحد الأقصى الحالي وهو 30، موضحا "أعمالنا تعكس المخاوف الأمنية الخطيرة التي أعرب عنها جميع الحلفاء، وهي جزء من الجهد الدولي المنسق للرد على سلوك روسيا".
وفي وقت سابق، أشاد بوريس جونسون بالطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس عبر أوروبا والولايات المتحدة باعتباره "فأل خير" لعلاقات بريطانيا مع الحلفاء بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ورفض وزير الخارجية المخاوف من أن يؤدي ترك الاتحاد الأوروبي إلى الإضرار بنفوذ بريطانيا على الحلفاء، قائلا "قد تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، لكننا لن نغادر أوروبا ونبقى ملتزمين دون قيد أو شرط بأمن أصدقائنا وشركائنا، وحصلنا على دعم قوي للغاية من مؤسسات الاتحاد الأوروبي ولكن أيضا على المستوى الثنائي، ومن الجدير بالملاحظة أيضا أنه ليس كل عضو في الاتحاد الأوروبي اختار طرد الدبلوماسيين، ولكن الكثير منهم فعل ذلك، وهذا فأل جيد جدا للمستقبل".
وفي كلمته أمام مجلس العموم، وصف وزير الخارجية الرد الدولي على تسمم الجاسوس بأنه "غير مسبوق وقوي"، وجاء ذلك بعد أن ضربت السيدة ماي نغمة تحدية الليلة الماضية، وأخبرت بوتين أن مناورته كانت "بنتائج عكسية" وأدت إلى تفكيك أكبر شبكة تجسس تابعة للكرملين في التاريخ.
في الوقت الذي يتوقع فيه ما يصل إلى 25 دولة طرد المسؤولين الروس من سفاراتها، تعهد رئيس الوزراء الليلة الماضية بعدم السماح للكرملين بإعادة بناء جهاز التجسس.