طرابس_ فلسطين اليوم
أعلن المجلس الرئاسي في ليبيا عن تشكيل غرف عمليات عسكرية لتحرير المناطق الخاضعة تحت سيطرة تنظيم داعش، في محيط مدينتي سرت ومصراتة.
وشكل المجلس ما يعرف بـ"غرفة عمليات تحرير مصراته – سرت" بعد تقدم داعش من مدينة سرت غرباً ليبسط سيطرته على منطقة بوقرين وبعض القرى المجاورة.
وتتكون هذه الغرفة من بقايا ميليشيات فجر ليبيا، التي شاركت في تدمير مطار طرابلس وهاجمت ما يعرف بـ"الهلال النفطي" قبل عام.
وتمكنت هذه القوات من تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش مؤخرا، إلا أنها وحتى هذه اللحظة لم تستطع الوصول إلى مدينة سرت معقل التنظيم، وباتت تتمركز حاليا على بعد 30 كيلومترا غربي المدينة.
كما شكل المجلس "غرفة عمليات تحرير أجدابيا – سرت"، وتمكنت القوات التابعة لها من بسط سيطرتها على بلدتي بن جواد والنوفلية بعد انسحاب مسلحي داعش منهما، وتتولى قوات تابعة لحرس المنشآت النفطية، التي تتشكل منها الغرفة، مهام الأمن فيهما.
ويقود هذه الغرفة المدعو إبراهيم جضران، الذي كان قد أعلن في السابق رفضه قيادة خليفة حفتر للجيش الليبي.
يشار إلى أن إبراهيم جضران وإخوته كانوا قد اعتقلوا إبان عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، بتهم ترتبط بالإرهاب وتم إيداعهم في سجن بوسليم الشهير.
يذكر أن مدينة أجدابيا قد سقط قبل عدة أشهر بين فكي داعش وأنصار الشريعة، وبدأت الاغتيالات تطال أبناء المدينة، ولم يتحرك جضران وقواته لحماية المدينة، الأمر الذي دفع قوات الجيش الليبي لتحرير المدينة، وهو ما حدث بالفعل لاحقا.
وتفيد تقارير بأن عددا من إخوة إبراهيم جضران لديهم علاقات وطيدة مع جماعة "أنصار الشريعة" في ليبيا، ويعتقد أن هذا هو السبب في تغاضي جضران عن تحركات المتطرفين في المدينة.
وذكرت التقارير أن جماعة الإخوان في ليبيا تمكنت "من استغلال بعض الشخصيات التي لا ترغب في قيادة خليفة حفتر الجيش الليبي. كالمهدي البرغثي (مرشح وزارة الدفاع) وفرج أقعيم (آمر جهاز مكافحة الإرهاب) وعائلة جضران. فعرضوا عليهم المناصب في الحكومة التوافقية ليعملوا على إضعاف قدرات الجيش في المنطقة الشرقية".
القوات التي تؤمن المجلس
بعد إعلان الحكومة التوافقية في ليبيا، كان على المجلس الرئاسي أن ينتقل إلى طرابلس، غير أن هذا الأمر تعذر في البداية ولم يتمكن من الهبوط في مطار معيتيقة، لكنه دخلها لاحقا على ظهر سفينه واستقر في القاعدة البحرية، خصوصا أن بعض الميليشيات رفضت دخول المجلس الرئاسي عبر المطار، بل وهددت باستهداف الطائرة.
يشار إلى أن الاتفاق السياسي في الأطراف الليبية نص على انسحاب الميليشيات من العاصمة طرابلس، لكن المجلس الرئاسي اضطر إلى استخدام بعض هذه الميليشيات لحماية مقره، مع بقاء بعض الميليشيات معارضة للمجلس.
وقد أكدت بعض المصادر الليبية تخوفها من خطوة حماية الميليشيات للحكومة، ذلك أنها "ستكون رهينة لهذه الميليشيات وقاداتها الذين سيفرضون على تلك الحكومة أجنداتهم.. وإذا لم يحصلوا على ما يريدونه، فإنه سيكون مصيرها مصير رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان الذي اختطف من داخل غرفته في فندق كورنثيا".
القوات المعارضة للمجلس الرئاسي
وفي الأثناء، تمسكت القيادة العامة للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر بالاتفاق السياسي، وقالت إن على المجلس الرئاسي التريث حتى يعتمد البرلمان الحكومة.
وقد أكد حفتر على أنه لن يكون تحت سيطرة المجلس الرئاسي في حال تعاملت مع الميليشيات التي سببت الفوضى في البلاد.