غزة – محمد حبيب
أصيب 14 شابًا فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال "الاسرائيلي"، ستة منهم بالرصاص الحي، والباقي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فضلًا عن عشرات الإصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، في المواجهات التي اندلعت الاثنين، في محيط حاجز قلنديا العسكري.
واندلعت المواجهات عقب تشييع جثمان الشهيد محمد أبو لطيفة (18 عامًا)، الذي اغتالته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" صباحًا، على سطح منزله في مخيم قلنديا، وتركته ينزف حتى ارتقى شهيدا، وهاجم الشبان قوات الاحتلال بضراوة، وأمطروهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، وحاصروا الجنود في أكثر من منطقة، فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وطاردت الشبان في محاولة لتنفيذ عمليات اعتقال؛ ولكنها فشلت في ذلك.
وشيّع آلاف الفلسطينيين في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، جثمان الشهيد أبو لطيفة، بعد أن أصيب بست رصاصات في الساقين، وترك لينزف لقرابة الساعة على سطح المنزل، ويديه مكبلتين عبر أسلاك شائلة، بعد الاعتداء عليه، ثم نقل إلى حاجز قلنديا العسكري من دون تقديم العلاج الطبي له لأكثر من ثلاث ساعات، وسلمته قوات الاحتلال بعد التأكد من استشهاده.
وانطلق موكب تشييع الشهيد من مجمع فلسطين الطبي نحو منزل والده في مخيم قلنديا، حيث ألقى أقاربه وأصدقائه نظرة الوداع الأخير عليه، ثم حمل على الأكتاف نحو مسجد المخيم، وأدى الالاف صلاة الجنازة على روحه الطاهر، ليحمل عقب ذلك إلى مقبرة المخيم ليوارى الثرى، ورفع المشاركون في مسيرة التشييع الأعلام الفلسطينية، مردّدين هتافات وطنية تدعو إلى الانتقام لدماء الشهيد، ومنددة بجرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأبرز والد الشهيد عطا أبو حليمة، أن قوات الاحتلال أعدمت ابنه بدم بارد فوق سطح منزله، وتركته لينزف لتنتقم منه، خصوصًا أنها حاولت اعتقاله أكثر من مرة؛ ولكنها فشلت في ذلك، مؤكدًا أنّه كان ينوي تنظيم حفلة خطوبة ابنه الشهيد في تاريخ السادس من آب المقبل، بعد أن أتم إجراءات خطوبته على إحدى فتيات المخيم؛ لكن الله اختاره شهيدا، ولم يرده عريسا في الدنيا.
بدوره، أكد رئيس اللجان الشعبية في مخيم قلنديا وعم الشهيد محمد جمال لافي، أنّ الرواية التي حاول الاحتلال تسويقها ومفادها أنّ الشهيد كان مطلوبا لها، محض ادعاءات باطلة عارية تماما عن الصحة، مشيرًا إلى أنه قُتل بدم بارد، مبيّنًا أنّ قوات الاحتلال اقتحمت مخيم قلنديا فجرا في محاولة لاعتقاله، وعند محاولته الفرار إلى سطح المنزل أطلق الجنود "الإسرائيليون" رصاصات عدة صوبه، موضحًا أنّ العائلة تفاجأت بنبأ استشهاده لأنه تم اعتقاله حي يرزق، وتم تقييده ودمه ينزف.