غارات "التحالف"

قال سكان امس  ان طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية قصفت منطقة سكنية بالعاصمة اليمنية صنعاء الليلة قبل الماضية فقتلت ما بين ثمانية وعشرة مدنيين.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ ) التي تسيطر عليها جماعة الحوثي أن عدد القتلى في منطقة سعوان وصل الى 20 شخصا وقالت ان 50 اخرين أصيبوا. وأضافت أن بين القتلى نساء وأطفالا.

وقصفت الطائرات الحربية أيضا قاعدة جوية عسكرية قرب العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقالت سبأ ان المسعفين هرعوا الى سعوان لمحاولة انقاذ السكان المحاصرين تحت أنقاض المنازل.

وتأتي الغارات بعد أيام من قصف مدرج طائرات لمنع طائرة مساعدات ايرانية من الهبوط. وقال مسؤولون ان الاضرار التي لحقت بالمطار منعت توصيل المساعدات.

وفي مدينة عدن بجنوب اليمن تواصلت الاشتباكات بين المقاتلين الحوثيين وأفراد جماعة محلية مسلحة للسيطرة على المطار الرئيسي.

وقال مصدر في الجماعة المحلية ان ما لا يقل عن 27 مدنيا ومقاتلا من الجانبين قتلوا في المعارك للسيطرة على المطار وفي منطقة المعلا اليوم الجمعة. وأضاف المصدر أن ثمانية من الحوثيين قتلوا في كمين نصبه لهم أفراد الجماعة المحلية في حي كريتر بوسط المدينة.

وذكر سكان أن عشرات الاسر لاذت بالفرار متحدية نيران قناصة الحوثيين ونقاط التفتيش فيما قصفت المنازل وأحرقت.

وهرب سند شهاب وهو موظف حكومي مع 15 من أفراد أسرته الى عدن من القتال في الحوطة مسقط رأسه وعاصمة محافظة لحج بعد انقطاع المياه و الكهرباء لاكثر من شهر.

وقال لرويترز  " لحوطة باتت كمدينة أشباح ".

وترى السعودية أن جماعة الحوثي تشن حربا بالوكالة لصالح ايران. وأثار دعم السعودية لمقاتلين في جنوب اليمن الذي يغلب على سكانه السنة مخاوف من نشوب حرب طائفية شاملة في البلاد.

وينحدر الحوثيون من أقصى شمال اليمن وينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية. وسيطروا على صنعاء في سبتمبر أيلول وتقدموا باتجاه الجنوب والشرق وقالوا انهم يقومون بثورة على الاسلاميين المتشددين والمسؤولين الفاسدين.

لكن تقدمهم صوب مشارف عدن يوم 25 اذار أدى لبدء الحملة التي تقودها السعودية لدحرهم ولمساعدة المقاتلين المحليين.

وقالت الرياض ان عشرات المقاتلين الحوثيين قتلوا  الخميس في اشتباكات مع قوات سعودية على الحدود الشمالية لليمن. وقصفت غارات جوية ونيران مدفعية مدينة عدن الجنوبية وقال سكان ان هذا كان أسوأ قصف منذ بدء الحملة الجوية قبل أكثر من شهر.

وفي نيويورك , حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، قائلا يجب وقف الهجمات على المستشفيات والمرافق الصحية فورا.

وقالت الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن أكثر من 1200 شخص لقوا حتفهم في اليمن ونزح 300 ألف من منازلهم في الأسابيع الستة الماضية.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، على موقع مركز انباء الامم المتحدة أن هناك تقارير موثوقا بها حيال أسر محاصرة في عدن بسبب القصف والقناصة الذين يستهدفون المدنيين في الشارع، مؤكدا أن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمستودعات الإنسانية ومجمعات الأمم المتحدة، أمر غير مقبول ويشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

وأضاف حق في المؤتمر الصحفي اليومي"العنف أعاق بشدة وصول شحنات الغذاء والوقود والرعاية الصحية الى المناطق المتضررة .

وتم إغلاق جميع المطارات أمام حركة المرور المدنية - وقد تعرض البعض لهجوم مباشر - كما ان الشحنات البحرية تتعرض للتاخير. واصبحت شبكات المياه والصرف الصحي وخدمات الاتصالات والصحة في اليمن على شفا الانهيار.