غارات للطائرات المروحية الروسية في سورية

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان،عن لقطات فيديو مثيرة لطائرات مروحية روسية تطلق الصواريخ على بلدتي كفر نبودة وحماة الخاضعتين تحت سيطرة الجيش السوري الحر.

وزعمت الحكومة السورية، أن تدخل روسيا أضعف من قوة "داعش"، إلا أنه تم دحض هذه المزاعم على أرض الواقع من قبل بعض الناشطين الذين زعموا بأن التنظيم المتطرف توسع في استيلائه على الأراضي منذ بداية الغزو الروسي.

وأشار المرصد إلى أنَّ "داعش أحرز تقدما كبيرا منذ شهر آب/ أغسطس من خلال السيطرة على عدة قرى خارج واحدة من أكبر المدن السورية حلب"، موضحًا أنَّ الصراع بدأ عن طريق قتل قائد إيراني رفيع المستوى.

وأدانت الحكومات الغربية والفصائل المعارضة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب تركيز القصف على المقاطعات الغربية في حين يسيطر "داعش" على مساحات واسعة من الأراضي في الشمال والشرق، وأوضحت لقطات الفيديو لهجوم الطائرات على كفر نبودة التي نشرت أمس أن روسيا تهاجم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وصورت إحدى لقطات الفيديو بواسطة كتيبة FSA""، وأظهر الفيديو طائرتين مروحيتين تصل سرعتهما إلى أكثر من 200 ميل تطفئان إضاءتهما لخداع صواريخ المتمردين أثناء التحليق فوق البلدة، وتطلق كل مروحية صواريخ على المباني الواقعة في الأسفل بينما يتصاعد الدخان إلى السماء.

وصرَّح رئيس المرصد السوري رامى عبد الرحمن، بأنّ المتمردين أسقطوا واحدة من هذه الطائرات الروسية التي تحلق على ارتفاع منخفض ولكنه لم يُعرف ما حدث للجنود في داخلها، في حين لم يظهر في الفيديو لحظة قصف المروحية الروسية.

وأظهر فيديو آخر مروحيتين تطلقان الصواريخ بالقرب من منطقة بها العديد من المباني، كما أوضح الفيديو إسقاط قنابل تنفجر بعد ثوانٍ من اصطدامها بالأرض، وكشف فيديو ثالث عن مقاتلة المتمردين للمروحيات الروسية في اللاذقية حيث تملك روسيا قاعدة جوية هناك.

وأفاد التليفزيون السوري الرسمي، بأنَّ الطائرات الحربية الروسية والسورية نفذت ضربات دقيقة على الجماعات الإرهابية في شمال اللاذقية صباح أمس بما في ذلك جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

وتزامن الهجوم مع هجوم واسع من قبل القوات السورية الذين انضم لهم على أرض الواقع جنود إيرانيون ومقاتلون من حزب الله ومتمردون من العراق.

وبيّنت التقارير أن القائد الإيراني العميد حسين الهمداني، الذي كان يعطي المشورة للجيش السوري قُتل على يد متطرفي "داعش" الليلة الماضية، وأوضح الحرس الثوري الإيراني (IRGC) أنه قتل خلال مهمة استشارية في ضواحي حلب.

وأبرز المرصد السوري أن "داعش استطاع السيطرة على عدة قرى من جماعات المتمردين قرب حلب، وأن التنظيم يقع حاليا على بعد ميل واحد من منطقة تسيطر عليها الحكومة على حافة المدينة، ويتناقض هذا مع المزاعم السورية بأن الضربات الروسية تضعف المتطرفين".

ويعتقد عبد الرحمن، بأن 10% فقط من الصواريخ الروسية تستهدف "داعش" بالفعل، وأعطى بوتين قبل يومين الضوء الأخضر لصواريخ الكروز التي سيتم إطلاقها من السفن الحربية الروسية في بحر قزوين على أهداف "داعش" في سورية إلا أن 4 منها تحطمت في إيران أمس.

ولفت وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلى أن 26 صاروخا أصابت 11 من أهداف "داعش" ولكن سقط أربعة صواريخ على الأقل في إيران، ولم يُعرف بعد ما إذا تسببت في أي إصابات.

وذكر الأمين العام لحلف الناتو "ينس شتولتنبرغ" أن هناك تصعيدا مثيرا للقلق في حملة موسكو الجوية، وأن منظمته مستعدة للدفاع عن حلفائها بما في ذلك تركيا التي انتهك مجالها الجوي مرتين من قبل الطائرات الروسية، مضيفا: "سنقوم بتقييم التطورات الأخيرة وانعكاساتها على أمن الحلف ولاسيما في ضوء الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوى لحلف الناتو من قبل الطائرات الروسية، واستجاب الناتو بالفعل عن طريق زيادة قدراتنا واستعدادنا لنشر قوات في الجنوب بما في ذلك تركيا".

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، أن "أكثر من 90% من الضربات الجوية التي شهدناها لم تكن ضد داعش أو المتطرفين التابعين لتنظيم القاعدة، لكنها كانت إلى حد كبير ضد جماعات المعارضة التي تريد مستقبل أفضل لسوريا ولا تريد بقاء نظام الأسد في السلطة".