مراكش - ثورية ايشرم
كشفت مصممة الديكور المغربية لمياء البرغي، عن أن تصميم الديكور يتطلب الكثير من الدقة والتجديد والبحث المستمر لاسيما أنه أصبح مجالًا يعرف منافسة قوية على الصعيد الوطني والدولي.
وأضافت البرغي، في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"، أن تلك المنافسة تجعل مصمم الديكور حريصِا على أن يكون دومًا على دراية كافية بما هو جديد في الساحة وبما سيتم طرحه واعتباره آخر الصيحات العالمية في هذا المجال.
وأوضحت أن هذا المجال يحتّم أن يكون المصمم شخصًا اجتماعيًا يتقبل أفكار الآخر، ويستمع أكثر ويتحدث أقل، وينافس بقوة وبشكل شريف، مضيفة أنه يجب عليه أن لا يكون واقفًا في مكانه، لاسيما أننا الآن في زمن التكنولوجيا والسرعة وهذا يجعلنا أسرع منها في طرح أجمل وأروع التصاميم أمام الزبون وإقناعه بها بكافة الطرق وجعله يقبل عليها بحب وشغف.
وأضافت المصممة لمياء، أن "تصميم الديكور بالرغم من أنه يبدو سهلًا في البداية، فإنه صعب جدًا بعد الدراسة لصقل الموهبة التي يجب أن تكون متوفرة لدى الشخص العاشق لهذا المجال.
وأشارت البرغي إلى وجود بعض العراقيل التي تقف حاجزًا أمام المصمم، لتمنعه من الوصول والمتابعة، موضحة أن المصمم الحقيقي الذي يرغب في تحقيق ذاته والوصول إلى ما يطمح إليه، لا يمكن أن تجده ينحني إلى الريح العاصفة بل تجده يقف أمامها بكل تحد وبكل شموخ حتى تمر وإن أوقعته تراه يقف ويستجمع قواه من جديد لإكمال مشواره.
ولفتت البرغي، إلى أن "أكثر ما يسعدني هو أن استلم منزلًا لا يعرف أصحابه كيفية تأثيثه أو يحتارون في تغيير ديكوره إما لضيق مساحته أو لتصميمه غير المناسب، ما يجعلني ابتكر واتخيل إلى أن أجد التصميم الملائم والراقي الذي ينال إعجاب الزبائن، ويجعلني راضية عن عملي بشكل كبير".
وأضافت أنها تصمم مختلف الأثاث العصري والتقليدي المغربي، وتعشق تصميم كل ما له علاقة بالعادات والتقاليد والثقافة المغربية ، التي أصبحت تجد إقبالًا كبيرًا من طرف الزبائن سواء داخل وخارج المغرب.
وذكرت مصممة الديكور المغربية، أنها مازال يأتيها طلبات من أشخاص ليسوا مغاربة يطلبون منها صالونات مغربية وجلسات تقليدية فضلًا عن تصاميم للحمام المغربي والمطبخ التقليدي.
وتابعت: "في البداية كنت استغرب كثيرًا إلا أنني اكتشفت أن جمالية هذه التصاميم وأصالتها الراقية والمميزة لم تعد تقتصر فقط على المنزل المغربي بل أصبحت عالمية، ما يزيدنا فخرًا واعتزازًا بهذا البلد الذي نعشقه حتى النخاع ونفتخر بثقافته وأصالته المميزة التي لا يمكن أن تجدها مجتمعة إلا في المغرب".
وأضافت أن "استخدام الأفكار البسيطة في بعض الأحيان يجدي نفعًا ويساهم بشكل كبير في جعل الفضاءات غاية في الروعة والجمالية، كاعتماد المرايا مثلًا في بعض الفضاءات الضيقة."
كما يساهم في منحها تلك الرؤية الشاسعة، فهي من خدع الديكور الرائعة والبسيطة والتي أصبح يعتمدها مهندسو الديكور في مختلف تصاميمهم لكونها مميزة وغير مكلفة.
وبيّنت البرغي، أنه يمكن تنفيذها بسهولة خاصة أن أغلب المنازل باتت لا تعتمد على المساحات الكبيرة والأسقف الشاهقة، ولكن بالتوظيف الصحيح للمرايا يمكن الحصول على مساحة أكثر اتساعًا وتميزًا وأناقة.
ونوّهت إلى أنه يمكن تنفيذ هذه الخدعة الذكية والأنيقة في جميع غرف المنزل وفضاءاته، فالأمر لا يتوقف فقط على مدخل المنزل، بل أيضًا يمكن استخدام المرايا في غرف الاستقبال والحمامات لاسيما أنها تُعرف بضيق المساحة.
وأردفت أن "وضع المرايا فى المكان المناسب في الفضاء يعكس مساحة أكبر بأسلوب راق وبسيط، وهي من الأمور التي اعتمدها شخصيًا في تصاميمي وفي مختلف الفضاءات الضيقة وتلقى إقبال الناس".
واختتمت المصممة لمياء كلامها قائلة إن "عالم الديكور واسع جدًا وفيه يمكن اللعب على المخيلة والابتكار والتوسع فيهما دون توقف وبلا قيود أو قواعد، فطالما الكرة في ملعب المصمم، سيملك القدرة الكافية على ابتكار أجود التصاميم وأروعها التي تلقى إقبالًا من الزبائن وتحقق رغبتهم في الحصول على التصاميم التي يرغبون فيها والتي يجدون فيها ضالتهم".
ووأضافت أنها "تمكنهم من الحصول على فضاء يجمع بين الأناقة والتميز والتجديد بكل المقاييس، وهذا أمر يجعل كل المصممين ليس أنا فقط، في غاية الفرح والسرور عندما يرون أنهم حققوا رغبة الزبون وإرضائه وهي من الأمور الأولية التي نضعها في قواعدنا، إرضاء الزبون أولًا وقبل كل شيء."