النجمة الأرمينية ماريا نالبنديان

شاركت النجمة الأرمينية ماريا نالبنديان الجمعة 24  نيسان/أبريل في مسيره حاشدة شارك فيها الآلاف من الأرمن اللبنانيين طافت شوارع بيروت، لأحياء الذكرى المائة لبدء أحداث مذابح الأرمن التي بدأت عام 1915 بيد الأتراك، حيث حرصت ماريا على العودة إلى لبنان لأنها ولدت هناك حيث هرب أجداها إلى لبنان، وقد حمل المشاركون في المسيرة الأعلام الأرمينية واللبنانية ورفعوا شعار موحد يرفعه الأرمن في كل أنحاء العالم، هو "أنا أتذكر أنا أطالب"، حيث يطالب الأرمن بضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط على تركيا لإجبارها على الاعتراف بما ارتكبته من إبادة جماعية للأرمن والاعتذار للشعب الأرميني.

وقد تزامنت المسيرة مع عدد من المسيرات والاحتفاليات التي نفذها الأرمن في كل دول العالم، واحتفالية كبرى أقيمت في العاصمة الأرمينية "يريفان"، شارك فيها وفود من عدد كبير من دول العالم، وصرحت ماريا بأنه "لقد سمعت من أجدادي ما تعرض له الشعب الأرميني من ظلم، حيث أجبرهم الأتراك على ترك أراضيهم، فأنا أجدادي من منطقه "أضنة"، وهي في الخرائط القديمة جزء من بلدي أرمينيا، ولكن الأتراك احتلوها بعد أن قتلوا شعبها وأنا مؤمنة أننا في يوم من الأيام سنعود إلى أراضينا ونأخذ حقوقنا، ورغم حبي  لرؤية المنطقة التي عاش فيها أجدادي إلا أنني أرفض تمامًا زيارة تركيا، التي لم أذهب إليها ولا مره واحده في حياتي.

 وأضافت ماريا "أتذكر في طفولتي كان أجدادي يقصون علينا رحله العذاب التي أجبروا عليها حين طردهم الأتراك من أراضيهم، حيث ساروا مئات الكيلومترات في الصحراء ومن كان يتوقف كان الأتراك يطلقون الرصاص عليه أو يغرقوه في البحيرة أو يصلبوه، لقد اغتصبوا الفتيات الصغيرات ولم يرحموا النساء الحوامل، فكانوا يشقون بطونهم ومن نجا من الأرمن من المذابح أو من الموت نتيجة العطش والجوع والتعب وصل إلى حلب وآخرون وصلوا إلى طرابلس لبنان ومنها إلى عنجر  حيث وصلت بواخر من بلدان كثيرة في العالم لتنقلهم، وأحب أن أشكر كل الشعوب الصديقة التي احتضنت أجدادي الأرمن سواء مصر أو لبنان أو سوريا  أو الأردن أو العراق أو أوروبا، حيث نجحوا في تلك البلدان وأصبحوا من الجاليات المحبوبة ورغم نجاحهم لم ينسوا وطنهم الأم أرمينيا".

وتابعت "أشعر بوجع القلب والألم حين أتذكر تلك الذكريات الأليمة، وأتصور كيف عانى أجدادي ولكنهم كانوا عظماء مؤمنين صابرين، أعتقد الأتراك أنهم سيقضون تمامًا على الأرمن ولن يتذكرهم أحد ولم يتصوروا أننا سنبقى أوفياء لذكرى أجدادنا ونطالب بحقوقهم على مدى مائة عام، وحتى لو مر على المذبحة ألف عام سنبقى نتذكر ونطالب وسنعلم أولادنا وأولاد أولادنا ألا يسكتوا عن المطالبة بحقوق الأرمن، وسنحكى لهم ما حدث لأجدادهم كيف قتلوا وذبحوا واغتصبوا وسنعلمهم انه لا يضيع حق وراءه مطالب، نحن نريد أراضينا التي احتلتها تركيا، أضنه و جبل أرارت هي مناطق أرمينية وليست تركية، نريد أن تعترف كل دول العالم و ليس عشرين دولة فقط بالإبادة التركية للشعب الأرميني".

وأردفت "تركيا استطاعت أن تكذب على العالم و مازالت تكذب و للأسف أميركا معهم، ولكن الله معنا ولن يغفل عن حقوقنا، نريد أن نستعيد حقوقنا حتى ترتاح أرواح شهدائنا المليون والنصف الذين قتلوا في جريمة إبادة جماعية من أبشع الجرائم التي وقعت في التاريخ الحديث وسنستمر في الضغط حتى تعترف تركيا بجريمتها وتعتذر للشعب الأرميني.
جدير بالذكر أن المطربة ماريا نالبنديان كانت قد أطلقت أغنيه أعدتها خصيصًا بمناسبة الذكرى المائة لمذبحه الأرمن.