بغداد – نجلاء الطائي
أكد نجم برنامج "ذا فويس" لاكتشاف المواهب الفنية، العراقي عبدالستار سعد، أنه بصدد التحضير لعمل خيري كبير بالتعاون مع الأمم المتحدة، وهو تقديم أغنية هادفة إلى السلام والحب، مشددًا على أنه يفضل الموسيقى الهادئة وأن مثله الأعلى في الفنّ هو القيصر كاظم الساهر.
وأكد سعد، في حوار خاص مع "فلسطين اليوم"، أن بدايته مع الغناء كانت في عمر الحادية عشر عامًا، وكانت تنقصه الخبرة اللازمة، مضيفًا: بعد دعم أهلي وتشجيعهم موهبتي سجلت في معهد مختص بالتدريب على الغناء، وبعمر 15 عامًا أصبحت أوفر من مصروفي الذي أجنيه من العمل لسداد قسط المعهد، ثم شاركت في برنامج "مثلث النجوم" للمواهب في العراق ولم تكتمل مشاركتي؛ لعدم توافر المال الكافي الذي يوصلني إلى موقع البرنامج، وبعد فترة قصيرة اتجهت للغناء حيث صورت فيديو كليب لإحدى الفضائيات المحلية، من بعدها جاءتني فرصة المشاركة في برنامج "ذا فويس" وتخطيت مرحلة الصوت ومن ثم مرحلة المواجهة لأصل إلى مرحلة العروض المباشرة وفي النهاية حصدت اللقب.
وبشأن تفاصيل مشاركته في "ذا فويس" حتى وصوله إلى النجومية ، أوضح أنه شاهد الموسم الأول من البرنامج وأعجب بوجود الأساتذة الكبار مثل كاظم الساهر، وشيرين، وصابر الرباعي، وعاصي الحلاني، وأحبّ فكرة البرنامج لاسيما أن المدرب لا يرى الشخص المشارك قبل سماع صوته، وبعد انتهاء الموسم الأول شاهد إعلان المشاركة في البرنامج يبث عبر وسائل الإعلام وكان التقديم عن طريق الإنترنت من خلال ملئ استمارة معينة على رابط المشاركة، فقام بالتسجيل، ويذكر حينها أن عقارب الساعة كانت تدق الثانية صباحًا والرسالة التي أرسلها لم تصل لوجود مشكلة في طريقة التقديم، فقام بقراءة شروط التقديم مرة أخرى بتأنِ أكثر والتزم بالشروط لأن هناك صيغة معينة يجب تحضيرها ليصل الطلب إلى الجهة المسؤولة من ثم عاود إرسالها, وبعدها بوقت قصير اتصل به شخصًا وقال يجب الحضور أمام الـ"كاستنغ" والمقابلة الأولى، وأخبره أنها في مدينة "أربيل"، فجمع مبلغًا ماليًا صغيرًا لا يكاد يذكر لكي يصل إلى المدينة، ثم أجرى المقابلة، وأكد له المسؤول أنهم سيعاودون الاتصال به ولم يتلقَّ جوابًا نهائيًا منهم .
وأضاف سعد: انتظرت فترة شهر كامل بعد الكاستنغ الأول، ثم عاودوا الاتصال وأكدوا لي قبولهم بي وأني سأذهب معهم إلى بيروت، غمرتني الفرحة كثيرًا بعد الاتصال وشعرت أن الأمور بدأت تتحسن، وجاء وقت البرنامج وكنت أشعر بتوتر كبير للغاية خاصة أنني أقف أمام فنانين كبار، انتابتني رهبة كبيرة عندما وقفت أمامهم، ثم جاءت اللحظة التي انطلق صوتي فيها وشعرت بمسؤولية كبيرة جدًا وشعرت من وقوفي على المسرح أن الحياة ابتسمت لي خاصة بعد انضمامي إلى فريق كاظم الساهر، لم يكن عندي إحساس بالفوز حتى في اللحظة الأخيرة، وفور إعلان النتيجة شكل ذلك عندي صدمة بسبب وجود مشتركين عراقيين اثنين، تخوفي كان كبيرًا كون التصويت العراقي سيتشتت بيننا، ما يعني قلة فرصتنا في الفوز باللقب، حقيقة أعتبرها مرحلة تاريخية مهمة جميلة جدًا في حياتي.
وأشار الفنان الشاب إلى أن النجم كاظم الساهر مثله الأعلى وأنه يفخر ويعتز بكونه واحداً من ضمن فريق القيصر، وأبدى فرحته بسماع جميع ملاحظاته، وأوضح أن فضل نجاحه يعود لوجوده معه، وفي جوابه عن سؤال بشأن الغناء بلهجة غير العراقية، قال "بالتأكيد يجب أن أغني بغير لهجتي؛ لأن الجمهور من جميع الدول العربية أحبني واّمن بصوتي ومن حقهم أن يسمعوني بلهجات مختلفة، وسأحاول إرضاء كل الجمهور العربي، فأنا عراقي واتشرف بذلك ولكن علي أن أغني لكل الجمهور العربي"، وعن سرّ إعجاب الفتيات بستار سعد ذكر أن السبب هو صدقه وتواصله مع جمهوره دائمًا والتواضع والابتسامة التي أسعدت كثيرًا من الناس وليس فقط النساء.
وفي إجابته عن سؤال بشأن سبب خلافه مع شركة يونيفرسال ميوسيك غروب، ذكر أن الفائز بلقب "ذا فويس" يحصل على عقد إنتاج وتوزيع موسيقي من الشركة، وأن التقصير والتأخير في التعاون الفني والإداري كان سببه يوسف دندش، وهو الموكل بإدارة أعماله، وأن مشكلته كانت مع هذا الشخص وليس مع الشركة ذاتها، حيث مر عام تقريباً على انتهاء الموسم الثاني من البرنامج ومازال الجمهور ينتظر عمله الفني الخاص به، وكان من المفترض أن يصدر في ذاك العام وبقي غائباً بشكل كامل عن الساحة الفنية، واقتصرت إطلالاته على بعض الحفلات الغنائية ولم تصدر أي أعمال جديدة خاصة به، وعلى هذا الأساس طلب التحرر من كافة القيود التي تربطه بالشركة؛ لأنه مطلب الجمهور الذي سانده منذ اليوم الأوّل في البرنامج، بحسب قوله، مضيفًا "أنه وبعد عام على نجاحي في "ذا فويس" لم تمنحني الشركة فرصة تقديم أي عمل لهم حتى أتمكن من إعادة الفرحة إلى قلوب من وثقوا بموهبتي، والأمور الأن جيدة مع الشركة خاصة بعد صدور أعمالي وأغنيتي "هب الهوا هب" التي أنتجتها الشركة وحصدت نجاحًا كبيرًا .
وأبرز سعد أنه لا يفكر في خوض تجربة التمثيل لأنه لا يرى في نفسه هذا المجال، وبشأن علاقاته العاطفية أوضح أن مازال صغيرًا ويركز الآن على مشواره الفني، مؤكدًا أن الحب موجود في كل مكان لكن تركيزه الآن على عمله فقط حتى يتمكن من إثبات ذاته، ومضيفًا: كل نجاح أحصده أقدمه لبلدي الحبيب العراق كل إنسان يجب أن يكون فخورًا بوطنه ومهما قدمنا للعراق فهو قليل عليه، وأفكر في تقديم عمل وطني يستحق أن يقدم للعالم العربي ولم أجد حتى الآن الأغنية المناسبة لهذا العمل.
وبعيداً عن الفن أشار إلى أن هواياته تتمثل في كرة القدم والرياضة وقضاء الوقت مع أسرته وأصدقائه، وأنه يفضل أن يكون على طبيعته دون التطرق إلى أجواء الشهرة والتصنع، وأوضح أن المشوار الفني صعب وليس سهلاً، وهناك كثير من التحديات بالنسبة إليه، الأول هو إثبات نفسه على الساحة الفنية خاصة بعد حمله لقب "ذا فويس"، أما طموح ستار سعد الفني فهو إسعاد كل طفل عراقي وعربي، ورسم البسمة على وجوههم.
وولد عبدالستار سعد في منطقة الزعفرانية في بغداد، من عائلة بسيطة ترتيبه الثالث بين أخوته الستة، في عمر 16 عامًا ترك الدراسة للعمل مع والده بسبب الحالة المادية الصعبة التي مرّت بها الأسرة جراء الظروف السيئة التي كانت تسود العراق، والده كان تاجرًا كبيرًا، لكن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد كان لها الأثر السلبي على خسارة والده، فباعت الأسرة البيت وبدأت أعمال الديكور للمساعدة في قضاء حاجات العائلة، واكتشف أهله موهبته وشجّعوه على تنميتها، فكان يغنّي في الكثير من الحفلات والمهرجانات.
وبدأت علاقته بالموسيقى مبكرًا فهو من الأصوات الشابة التي لفتت الانتباه وشغلت الشارع العربي، وجاءت مشاركته في "ذا فويس" لسببين، الأوّل يتعلّق بمستقبله الفنّي وتطوير خبرته وأدائه، أمّا السبب الثاني فهو عائلي شخصي، إذ أنّه يريد إعانة عائلته ومساعدتها لتحسين وضعها بعدما خسر والده كثيراً في مهنته، وقد حقّق حلمه بلقاء الفنان كاظم الساهر والانضمام إلى فريقه، بعد أن التف له ثلاثة مدرّبين، ليختار بدوره الساهر، وهذه إحدى أجمل الهدايا التي تلقّاها ستار في حياته، بعد العلم العراقي في أحد مهرجانات بغداد.
وكان ستار سعد ضمن فريق مواطنه كاظم الساهر وتنافس في النهائي مع المصرية وهم من فريق شيرين عبدالوهاب ومع مواطنه سيمور جلال والذي كان مع فريق صابر الرباعي أيضًا مع السورية هالة القصير من فريق عاصي الحلاني في 31آذار/مارس2014 فاز بلقب "ذا فويس" بعد أن حصل على أعلى الأصوات، فاستطاع أن يكون من المواهب المميزة وكسب قاعدة جماهيرية كبيرة دعمته لينتقل من مرحلة إلى أخرى حتى بلوغه اللقب، ويحمل الكثير من الصفات الجميلة ويتميز بالوفاء والعطاء ويؤكد دائماً احترام مشاعر جمهوره، وضحكته لا تفارق وجهه والبساطة أكثر ما تميزه.