اطلع رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير زياد أبو عين، على واقع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي في محافظة طولكرم، من أجل توسيع المستوطنات وإقامة جدار الضم والتوسع العنصري.
وأكد محافظ طولكرم عبد الله كميل أن جدار الضم والتوسع العنصري الذي أقامته قوات الاحتلال على أراضي المواطنين في طولكرم ضرب القطاع الزراعي، موضحا أن طولكرم كانت في السابق تعتمد على الزراعة كمصدر دخل رئيسي للمواطنين، إلا أنه وبعد دخول ما يزيد عن (39) ألف دونم داخل الجدار فقد تضرر هذا القطاع بشكل كبير، ما أثر على الواقع الاقتصادي العام الأمر الذي زاد من معدل البطالة.
وقال كميل إن هناك إجراءات متعمدة تقوم بها قوات الاحتلال بحق المزارعين خلف الجدار من باب إعاقة وصولهم لأراضيهم، ومنها عدم منحهم التصاريح اللازمة لدخولها من أجل خدمتها ورعايتها وجني المحاصيل الزراعية، خاصة مع دخول موسم قطف الزيتون، مشيرا إلى أن تلك الإعاقات مقصودة وتأتي بهدف منع وصول المزارعين للأراضي المحجوزة خلف الجدار.
ووصف الجدار والاستيطان بأنهما غير شرعيين ولا يجوز وجودهما على الأرض الفلسطينية، مؤكداً أن الاحتلال ومن خلال ممارساته على الأرض يحاول ضرب الوجود الفلسطيني، ولكن في المقابل نجد الصمود والإصرار على البقاء والحفاظ على الأرض مهما كلف الثمن.
وتطرق كميل للمخاطر الناتجة عن مصانع غاشوري الإسرائيلية، موضحا أن تلك المصانع باطلة من الناحية القانونية بسبب إقامتها على الأراضي المحتلة عام 1967، بالإضافة أن ملكية جزء من تلك الأراضي تعود لمواطنين من المحافظة، علاوة على أن جزء آخر منها تعود للوقف الإسلامي.
وبين مخاطر هذه المصانع التي تشكل خطرا على المواطنين حيث تم تسجيل (151) حالة سرطان خلال عام 2013، بالإضافة للأمراض الأخرى الناتجة عن الدخان السام المنبعث منها، مشددا على دعوة لجنة دولية للتحقيق في خطر مصانع غاشوري وإزالتها على الفور.
من جانبه، ذكر أبو عين أن الاستيطان والجدار يشكل المعضلة الأساسية في الصراع، حيث تصر حكومة الاحتلال على الاستيلاء على الأراضي وبناء جدار الضم والتوسع العنصري حتى يعيش الفلسطينيون في معازل لا تمكنهم من إقامة دولتهم.
ودعا لمزيد من التحرك الشعبي والدولي لمواجهة الاستيطان، مؤكدا أن محافظة طولكرم من المحافظات التي تضررت كثيراً بسبب الجدار، بالإضافة لإقامة مصانع غاشوري على أراضي المواطنين داخل حدود عام 1967.
كما التقى أبو عين في زيارته إياد الجلاد رئيس بلدية طولكرم ورؤساء البلديات والهيئات المحلية في المحافظة، الذين أطلعوه على تفاصيل الاعتداءات الاستيطانية الإسرائيلية على أراضي المحافظة .
واستعرضوا المعيقات والتحديات التي تواجههم جراء الاعتداءات الإسرائيلية الناجمة عن بناء جدار الفصل العنصري وإقامة المستوطنات، مطالبين بضرورة دعم المواطن الفلسطيني وتعزيز صموده ودعمه للحفاظ على أرضه من الاستيلاء.
واستعرض الجلاد واقع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي في طولكرم من بناء جدار الفصل العنصري والاستيلاء على العديد من أراضي المحافظة وهيئاتها المحلية لصالح بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، وإقامة المصانع الكيماوية الإسرائيلية الملوثة للبيئة والمقامة على أراضي مدينة طولكرم من الجهة الغربية.
وأوضح أن جدار الفصل العنصري ألحق أذى وضررا كبيرين بحقنا كشعب فلسطيني بشكل عام وبمحافظة طولكرم وهيئاتها بشكل خاص، مشيراً إلى الأضرار التي لحقت بمختلف مناطق طولكرم في عام 2013 جراء الفيضانات، وانسداد العبارات بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بقطاع الزراعة والمزارعين والقطاعات الأخرى كافة.
وأكد أبو عين ضرورة خلق نهضة فلسطينية وتعزيز الوحدة الفلسطينية وزيادة تماسكنا للحفاظ على أرضنا ومستقبلنا وحماية مقدراتنا من الاستيلاء من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا بضرورة مقاومة اعتداءات الاحتلال بالصمود والمقاومة معاً، مشدداً على أن الحفاظ على الأرض جزء من الكرامة الوطنية.
وأوضح أن الكل الفلسطيني شريك في معركة الدفاع عن الأرض وحمايتها، مؤكداً أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ستضع إمكانياتها كافة بالتعاون مع المجالس المحلية ومن خلال علاقاتها الدولية من أجل العمل على تعزيز صمود المواطن الفلسطيني وبشتى السبل.
وشدد أبو عين على أن معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي، ويجب وضع حد لكافة الممارسات والاعتداءات من خلال توسيع دائرة الدفاع عن الأرض بالمقاومة.
من جهته، أكد مؤيد شعبان أمين سر حركة فتح في طولكرم، أننا مقبلون على مرحلة صعبة وقاسية تستوجب توحيد الجود كافة، والتكاتف من أجل وقف الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية.
وشدد على ضرورة خلق حشد إعلامي وجماهيري تجاه ما يجري من ممارسات بحق الأرض الفلسطينية .
نقلًا عن"وفا"
أرسل تعليقك